أبشر الماحي الصائم

دراما الأرض المحروقة

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] دراما الأرض المحروقة [/B][/CENTER]

الأخبار المتدفقة من فندق رادسون بلو بأديس أبابا عاصمة أفريقيا السياسية.. ذلك حيث تنعقد فعاليات نسخة جديدة من المفاوضات بين الحكومة ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان.. هذا إذا سمينا الأشياء بمسمياتها.. تقول هذه الأخبار أن وفد الحكومة قد أفشل محاولة لنسف المفاوضات في مهدها.. ولا أعرف إن كان وفد الحكومة سينجح في إفشال مخططات الحركة الشعبية المتواصلة لتفخيخ هذه المفاوضات أم لا.. فلقد أثبتت تراجيديا هذه المفاوضات الماراثونية بأن المتمردين لا يرغبون في التوصل إلى عمليات صلح نهائي.. وهم يفتأوا يمارسون المزيد من الاستفزازات حتى تنفض هذه الجلسات، ومن ثم يحملون وفد الحكومة المسؤولية أمام (المجتمع الدولي)!! وعلى طريقة شيخ العرب “ماجابتك مفاوضات الجابتك بس غاره .. وقَّرناك كتير ونفسك أبيتها وقاره.. وكلامك هذا مابدورلو دق نقاره”!! فثمة سيناريو آخر يراد تمريره عبر هذه المفاوضات من قبل المجتمع الدولي الذي يمثله في هذه اللعبة السيد عرمان ورفاقه.. وهو يتمثل في ملف (الحالة الإنسانية)!!

والمطالبة المستمرة والطرق المتواصل من قبل المتمردين بفتح المنطقتين.. جنوب كردفان والنيل الأزرق.. أمام منظمات الإغاثة الدولية.. ذات دراما الأرض المحروقة التي اتسعت بها رقعة الحركات المسلحة بإقليم دارفور.. فأي منطقة تقع تحت قبضة المنظمات الإنسانية فإنها لامحالة في المقابل ستخرج من سيطرة الدولة.. ومن ثم تضاف إلى مساحة الأرض المحروقة التي يراد لها أن تمتد من أقصى الغرب مرورا بجنوب كردفان وصولا للنيل الأزرق.. فلهذه المنظمات أعمال غير إنسانية وغير أخلاقية.. وبحسب تجاربها وممارساتها، فهي آخر من يحق له الحديث عن المثل والأخلاق والإنسانية.. وقد ثبت بالأدلة القطعية أنها هي التي تتولى تشوين المتمردين وإعادة تسليحهم وتنظيمهم.. ثم لها عمل آخر كبير تجاه المواطنين الذين ستحولهم مباشرة من حقولهم ومزارعهم إلى حظاير المعسكرات.. ومن ثم تطعمهم بالأطعمة الفاسدة وتعالجهم بالأدوية منتهية الصلاحية.. والأخطر من ذلك كله إعادة صياغتهم وغسل عقولهم وتغيير مفاهيمهم وزحزحة عقيدتهم تجاه وطنهم ومعتقداتهم.. على أن الدولة هى الظالمة وان المتمردين هم طوق النجاة.. بحيث يصعب بعد ذلك إعادة توطينهم ودمجهم في المجتمع إلى آخر حلقات تلك الدراما السمجة والتي لم تعد تنطلي على أحد !!

سادتي في المجتمع الدولي وفي منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية وغيرها من المسميات.. جميلة المظهر خبيثة المخبر.. اعلموا أن الضحايا قد تعلموا الدرس من كثرة التكرار والتجارب في هذه القارة الخام.. فعلى الأقل قد تعلمنا أنه إذا أراد (المجتمع الدولي).. والذي لم يكن في هذه الحالة إلا ذراع الصهيونية ومخلب الاستعمار الناعم الجديد.. إذا أرادوا أن يفتتحوا جبهة مشتعلة في دولة يراد عقابها وتطويعها.. فانهم في بادئ الأمر يقومون بتحريض بعض أبنائها العاقين ثم يمدونهم بالاجندة والسلاح والغطاء الإعلامي.. ليحدثوا فوضى عارمة ويخلفوا قتلى وجرحى ثم بعد ذلك يفرض عليهم مجلس الأمن أن يجلسوا إلى طاولة المفاوضات لأجل تدارك الحالة الإنسانية التي هم من صنعوها!! ذلك لأجل دخول المنظمات الإنسانية والتي ستصبح خازوقا وخنجرا في خاصرة الأوطان !!

أطربني جدا أن معالي البروف غندور رئيس وفد الحكومة يدرك أبعاد هذا المخطط.. غير أن الرأي عندي ولإنجاح أديس والدوحة وأي عاصمة تفاوضية محتملة.. أن نضاعف من تسليح وتشوين وانتشار القوات المسلحة.. فلعمري هذا أقصر الطرق لوقف الحرب وإنجاح المفاوضات!!

[/SIZE][/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]