زهير السراج

قتلة الأطفال


[ALIGN=CENTER]قتلة الأطفال !![/ALIGN] * الكلمة والكتابة الصحفية مسؤولية كبيرة بل أمانة يجب أن يحرص من يحملها على تأديتها بكل تجرد واخلاص بعيدا عن الهوى والغرض والمصلحة الذاتية الضيقة، وأن يتحرى الدقة بأقصى ما يستطيع فيما يقول ويكتب خاصة فى مواضيع تتعلق بأعراض وأرواح الناس !!

* أقول هذا الكلام على خلفية تصريحات الدكتور عماد أحمد مدير إدارة الرعاية الصحية الأولية بولاية الخرطوم عن رفض العديد من الاسر بالولاية تحصين أطفالها ضد مرض شلل الأطفال بسبب مفاهيم خاطئة، الأمرالذى يهدد بانتشار المرض مرة أخرى بعد أن كانت الاستعدادات جارية لاعلان السودان منطقة خالية منه، وقد تم التبليغ عن 34 حالة فى ولاية الخرطوم وحدها بالاضافة الى 22 حالة اشتباه واردة من خارج الخرطوم، وهو تراجع حاد وخطير فى مكافحة هذا المرض يستلزم إتخاذ إجراءات صارمة، وليس فقط تبليغ منظمة الصحة العالمية كما صرح الدكتور، واعتقد أن البداية يجب أن تكون باصدار تشريع قانونى على وجه السرعة يلزم الاسر بتحصين أبنائها وتقديم الممتنعين الى محكمة مختصة برغم أننى ضد المحاكم المختصة، إلا أن صحة الاطفال ليست لعبة أو ملكية خاصة لأسرهم تتلاعب بها كيفما شاءت، ولا بد أن تتدخل الدولة بكل سطوتها وجبروتها لحماية الاطفال من هذه الأسر العابثة، كما تفعل العديد من الدول فى مسائل أقل أهمية لدرجة عزل الاطفال عن أسرهم وتنشئتهم بواسطة أسر بديلة توفر لهم المناخ الملائم للتنشئة السليمة، والسودان ليس إستثناءً !!

* ليس هنالك شك أن العديد من العوامل تقف وراء التراجع الواضح فى الموقف الراهن لمرض شلل الاطفال وبقية أمراض الطفولة، منها ما هو متعلق بالأولويات المختلة والامكانيات المهدرة فى ما لا ينفع، ومنها القرار الخاطئ والجائر والمعيب بفك الارتباط بين القبول فى مرحلة الاساس والتحصين، مما جعل الكثير من الأسر تتقاعس عن تحصين أطفالها ما دام القبول لم يعد مقيدا بشهادة التحصين!

* ومنها سلسلة المقالات الصحفية الركيكة التى تفتقد العلمية والمهنية فى بعض الصحف المحلية التى تناولت موضوع التحصين وربطته بالصهيونية والماسونية بدون أى دليل غير كتابات بعض المهووسين فى الغرب الساعين لتحقيق شهرة زائفة لم يحصلوا عليها بكدهم العلمى فأرادوا الحصول عليها عبر التشكيك فى التحصين واستخدام اللقاحات وربطهما بالمنفعة المالية فقط لمنتجى اللقاحات بدون التأمل فى النتائج العظيمة لها مقارنة ببعض آثارها الجانبية البسيطة التى لا تقارن بفوائدها الكبيرة، وللأسف إلتقط البعض هذه المقالات من الانترنت وبنوا عليها قصصا خرافية تتفق مع أفكارهم وقناعاتهم الشخصية ونشروها فى الصحف وروجوا لها فى خطب الجمعة بالمساجد، وكان من الطبيعى أن تنتشر بسببها المفاهيم الخاطئة عن التحصين وتمتنع بعض الأسر عن تحصين أطفالها لتلقي بهم وبغيرهم وبالدولة في أتون معركة غير متكافئة مع غول شلل الاطفال ـ وبقية أمراض الطفولة ـ بعد ان بدت ملامح عودة شلل الاطفال في الأفق بعد أن كدنا نتغلب عليه!!

* على الدولة أن تتعامل بكل حزم مع الممتنعين عن تحصين أطفالهم ، وعليها أن تتراجع عن قرار إلغاء الربط بين التعليم والتحصين وتعطي الاولوية لحماية الاطفال، وعلى الذين يروجون الخزعبلات والخرافات أن يحتكموا لضمائرهم ويتقوا الله فى أطفالهم وأطفالنا وبلادنا !!

مناظير
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى،28يوليو، 2009


تعليق واحد

  1. الاستاذ السراج جزاك الله خيرا لتطرقك لهذا الموضوع الهام واوافقك بان الاهتمام بتطعيم الاطفال مهم للغاية بل اكثر من ذلك في امانة في اعناقنا ان نوم بدورنا تجاههم وكون ان التطعيم يهودي او صهيوني او غير ذلك لا يهم طال ما انه في مصلحة اطفالنا فهل نقول ان الادوية التي تصنع في امريكا او اوربا في صناعة بلاد الكفار فلا نستعملها على كل حال يجب معاقبة الاسر التي ترفض تطعيم اطفالها بما يتناسب مع الجرم
    هذا والله اعلم وصلى الله على الحبيب المصطفى وكفى