د/ عادل الصادق المكي

راس الحربة “صبرة”.. والقواني قعونجة

[JUSTIFY]
راس الحربة “صبرة”.. والقواني قعونجة

جملة (شرطتا عينا) جملة متداولة.. في الشارع.. وكانت تعتبر من مصطلحات قاع المدينة.. وهي تقال لمن أتى فعلا يعتبر محبطا أو مشينا بالمقاييس السائدة.. مثلا لاعب كورة راس حربة.. واتفرد بالقواني.. وشات الكورة وطلعت اووت.. هنا قد يصيح بعض الجمهور بأن (شرطتا عينا يا أخي.. دا جابوهو من وين؟ الكيشة دا) وكلمة كيشة تعادل معنى ومضموناً كلمة ماسورة.. بمناسبة الكورة بالرغم من ما امتلكه في شأنها من عود مرا.. ولكن أحيانا أجد نفسي قد شاركت في النقاش وتحميس النيران ومد المديدة التي تحرقني ومن ثم تحرق من هم حولي. وأحيانا أتحدث واستلم المجلس فانتقد اللاعب حمبرة وانو زول مخسرين القروش فيهو ساكت ويصمت الحضور فانتفخ انا واستمر في النقاش والنقد وبعد انتهي واحد فيهم يقول لي انت عارف حمبرة دا منو؟ أقول ليهو أيوا دا راس الحربة بتاع الجماعة ديل.. يقول لي وهو في غاية الحنق “حربة تقد نويفيخك دا.. السيد حمبرة دا رئيس النادي يا أخي!!!”.. كلو بحثا عن الونسة والقرقراب.. وأنا من مدمني القرقراب إن لم أقرقر في اليوم مرتين على الأقل.. قد أصاب بمرض التوحد.. وأقعد اطهّم طيلة نهار اليوم.. أقول إني وبعد أن أمرني أحدهم وهو يسخر من جهلي بالمدورة وأسرارها أمرني بأن أصمت عندما تناقش الكورة.. اتغظت، ومن يومها عزمت على ان اجتهد واصبح كورنجي يشار له بالبنان.. عزمت على عمل بحث قد أجد فيه موقعا في مدرجات المشجعين.. وقد أصبح من أهم كتاب ومعلقي والعارفين بالكورة وبواطن الكورة.. فجلست أتأمل في الطبيعة.. وما حولي وإسقاطه على الكورة بت الكلب.. فوجدت أن اللاعب المهاجم الجيد والمراوق.. لابد أن يتحلى بأخلاق وسلوك الصبرة (الثعلب).. وخصوصا لما يكون ساكيها كلب.. فالصبرة بطيئة في الجري مقارنة مع الكلب.. ولو لما فيها الكلب ح يطلع زيتها وهي تعلم ذلك جيدا.. فتلجأ إلى أسلوب المراوقة.. مستغلة في ذلك ما وهبها الله من ضنب افرش.. تتلاعب به أمام عيون الكلب.. فتجعله ينط هنا وهناك.. على أمل أن يمسك بالضنب.. فيكون قد أُرهق من المساككة والنطيط.. وأيضا هي ضمنت أن يكون هو بعيدا من المناطق التي تخاف عليها كالوجه والعيون والرقبة وبقية الجسم.. فلو شغل المهاجم المدافعين بالضنب وخلاهم ينططو فيهو وهو مشى منهم وخلى القواني ينط عشان يقبض الضنب فيقبض الواطا.. ويحرز هو هدفا.. فيصفق الجمهور ويهيج وينطط فرحا . لو عمل بنظرية الصبرة لأصبح أحسن راس حربة في العالم.. أما القواني الممتاز فهو من يتحلي بسلوك القعونجة.. وخصوصا لما تكون دايرة تقبض ليها ضبانة.. والقعونجة تصطاد الضبان بلسانها فقد وهبها الله سبحانه وتعالى لسانا طويلا لولبي.. تلبد القعونجة وتختار الزاوية المناسبة.. وتحسب المسافة ما بينها وبين الضبانة.. وسرعة لسانها وطوله لما تمدو عشان تقبض الضبانة.. وسرعة إقلاع الضبانة للطيران.. وسرعة واتجاه الرياح ومدى إعاقتها للطيران الضبانة.. حتى بعد داك تقبض الضبانة.. حارس المرمى الحاذق هو من يتخيل نفسو قعونجة..

[/JUSTIFY] د. عادل الصادق مكي
الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي