مصطفى أبو العزائم

تعطيل القرار إلى حين الفصل في القضية


[JUSTIFY]
تعطيل القرار إلى حين الفصل في القضية

تفسد حياة الناس عندما يتحكم فيها أصحاب المصالح الخاصة ويفقد المواطن متعته، ويتبدل أمنه خوفاً، عندما يجد أن حقه ضائع ومهضوم، ويشعر بالعجز حال أن يجد نفسه مكرهاً على تنفيذ قرار صعب لا يملك حيال تنفيذه شيئاً، مثلما يضطر مجموعة من تجار السوق الشعبي في أم درمان، حصلوا على تصاديق بناء محلاتهم ومتاجرهم مند النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، ويلجأون إلى الشكوى «فقط» لأن قراراً صدر من المحلية يقضي بأن يتم «تكسير» هذه المحلات، دون الإشارة إلى تعويض، وإن جاءت كلمة التعويض في ثنايا «الكلام» فإنها ستكون مجرد كلمة عابرة لا يؤبه لها، ولا يعتد بها.

تضيق صدور الرجال، وتهدد أشباح الجوع والتشرد عشرات الأسر، عندما يصدر قرار مثل الذي صدر بإزالة عدد من المحلات والمتاجر في السوق الشعبي، وتكاد الدماء التي تغلي أن تفجر الشرايين التي تجري بداخلها، وقد وقفت «آخر لحظة» من قبل على أبعاد هذه المأساة، ونشرت قصة الوعد والوعيد، لكن السلطات عندنا وحكوماتنا على مختلف مستوياتها ـ اتحادية أو ولائية ـ لا تأبه لما يطالب به كثير من الناس، ولا تقف عند أعتاب المأساة، بل «تفرض» ما ترى أنه قرار صائب.

أستمعت لمأساة أصحاب هذه المحلات وقد قال بعضهم إن مخططاً جديداً للبناء في ذات منطقة الإزالة قد بدأ.. فيا للفضيحة ويا لبئس الذين يخططون ويحكمون ويتحكمون في تلك المنطقة، وكأنما قرارات الهدم والإزالة ما هي إلا قرارات لذر الرماد على العيون، حتى لا يرى الناس ما تم «الاتفاق» عليه «تحت تحت» مع آخرين لتؤول إليهم أملاك غيرهم المثبتة بشهادات البحث.

أستمعت للمأساة، ونصحت الذين اشتكوا إلينا بأن يتجهوا نحو ساحات العدالة وساحات القضاء، فقاعات المحاكم هي الجهة الوحيدة التي نثق فيها الآن وسط التلاعب الكبير داخل بعض المحليات في اتخاذ قرارات لا يراد بها إلا باطل يمشي بين الناس، ويبقى.. لكنه لن يبقى.

نصحت من شكا إلينا بأن يتجهوا إلى تشكيل جبهة قانونية مكونة من عدد من المحامين للتصدي لهذه القرارات الجائرة، فنحن في الصحافة إن نشرنا وأعدنا النشر مرات ومرات، فإن النشر لا يغني من الظلم شيئاً، لذلك نصحناهم باللجوء إلى القضاء ولا نحسب إلا أن العشرات من المحامين سيساندون قضية هؤلاء المظلومين، ويطالبون بتعطيل القرار إلى حين الفصل في القضية.

[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]


تعليق واحد

  1. السلام عليكم اخي مصطفي ابو العزائم
    لك كل الشكر والتقدير علي الموضوع
    وكان القدر يتربص بنا فبعد عام كامل من تاريخ مقالك 24.11.2014
    تم اليوم 17.11.2015 الهدم بالكراكات مصحوبة بقوات هائلة للشرطة وعند صلاة الفجر ومن حاول تصوير الماساة منع وصودر جواله او الكاميرا. تم الهدم والمحلات معبأة بالبضائع والظلم ظلمات
    كثير من الناس اللذين شاهدوا منظر الهدم تحدثوا عن وجه الشبه بين طريقة الهدم وجبروت القوة والقسوة وترويع الناس في امنهم ولقمة عيشهم وبين ما تفعله القوات الاسرائلية في حق الفلسطنيين ، ولا حول ولا قوة الا بالله
    وليد الشيخ – من اصحاب المحلات المهدمة