فدوى موسى

أحدثك عني!


[JUSTIFY]
أحدثك عني!

لست بذلك الزهو المثالي حتى أفتي في حديث اطلق أساريره لنفسي.. أحدثك عني وكأني استنشق مسارب النفس للنفس.. نعم أنا لست مثلك أيها الملائكي الفاضل.. أنا من هذا الزمن المبرح القسمات.. أحدثك عني وكأني لم أخرج الحديث عن حوى واطار نفسي.. أفرح وأمرح.. أزهو واتضور اضمحلالاً.. أضحك أبكي.. واقولك ما لا اقوله لأحد لذلك أقول أمنياتي.. أنني منجزة.. نشطة وإن كنت غير ذلك.. أفرح بنفسي معك.. لا يهزمني إلا أنت.. ويثبط فرحتي إلا حديثك عني.. «أنت لست منجزة.. لست نشطة.. أنت مؤذية للمجتمع».. شكراً لك أنك شربت دواخلي بهذه العبارات المترعة ذماً وقدحاً.. لك أن تتخيل ما وقعها وأنا اجترها ليلاً وصباحاً.. شكراً لك على كل ذلك ومن قبل شكراً لنفسي التي جعلتك ذلك المحور الملهم والمثبط.. رغم ذلك لن أكف عن الحديث عني.. ففي من الأنانية أو كما قلت وقالت ما يحملني على ذلك.. شكراً لكم جميعاً أن أهديتموني عيوب نفسي.

٭ خيال جامح

المكان الهاديء يبعث على التداعي.. فيتحول الجو إلى خيالات جامحة.. قدومك المأمول رغبة يتبدى كأنه حقيقة.. صوتك المجلو نبرة يشق طريقه لأذني بلا استئذان ويدلف بلا موعد.. احمحم حولي وأحوقل عندما أجد أنني قد اغرقت في الخيال وصار الفاصل ما بين الخيال والواقع مجرد وهن لخيوط متآكلة.. اهتك ستر صبري واتعابث بالمنى.. يا لك من مسكينة وواهم.. ففي هذه الأيام لا أحد يعرف ما يعتملك إلا أنت.. ولا يتطابق منك إلا مع (معك) ولا يذوب وهنك إلا في قوة الآخرين.. أنه الجبروت الذي يجعلك تهرب لهذا الخيال الجامح الفارط، لتعرف أن مجرد تسليم أمرك للآخر استلاباً للنفس والروح.. لا أحد لا يتعامل مع الخيال إلا وهو إنسان جامح ومجمح.

٭ الخوف الزائد!

بعض الخوف يتسربل ويأخذ طريقه للنفس عندما تستبين عند الآخرين رؤى العتمة، التي ربما تقودك لها الأيام.. الحزن يخيفك والظلمة تبكيك، تداعيات الانسياق وراء انك قد تكون ذلك الواقف موارباً خلف الزوايا والأبواب.. لا تشتري نفسك في وقت الشراء الصحيح، وتبيع حاضرك ومستقبلك بلا هوادة للمصير المجهول.. ثم تقتفي راجعاً للوراء صوب ماذا.. كان عليّ أن أفعل ولماذا لم أفعل وكيف أفعل.. والخوف الزائد يسربل الأمور كلها ويوصل بها إلى نهايات من الضبابية.. بكاء النفس والحرقة أن لا شيء باقٍ يستفز المعنى ويحرك الكيان، إلا هذا الانهزام المخيف والخوف الزائد بحقه من عذابات الدنيا.

٭ جرجرة!

لا حسم في الملمات إلا هذا التماهي القاتل.. من يسلب أهل الحق حقهم ويذهب بهم إلى ما وراء المناداة به إلى التحسر على ضياعه.. الظلم الإنساني يدلف من كل الأبواب، ويغشى الأفق بظلاميات بئيسة.. الريق يجف وصاحبه يحترق وهو يبحث في «خشم البقرة» عن جسم اجترته فيما تجتره أبقار الحياة.. «الجرجرة» تذهب بعنفوان الأمور إلى ما ورائها، وتسجل ضباب السعي بما قد يكون نهاية أفول للأضواء واحتشاء للحسرات والأوجاع.. لماذا أسلم الروح بلا وعي، ولماذا أكمل النهار مستعصياً فيه المخاض الموجع إلى ذلك المميت القاتل.. هل من أوبة بيضاء.. والعزم قد ونى والليل قد أعلن السكون لصباح آخر، وزمان غير المألوف.. «إنها جرجرة.. محركة.. وتماهي».

٭ آخر الكلام

اتركك ثكلى.. صرعى.. ما بين النعم واللا.. التقدم والرجوع فقد أبحرت سفينة بلا شراع في رحلة هوج الرياح.. من ينقذها.. لا أحد يتصدى للوقوف بها عند شاطيء الأمن.. فقد فقد الأمن مفتاحه يوم أن سار الركب بعيداً عن ذات الدرب.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]