إفـــــــراج مـــــؤقت
جاءت طفرة البترول بالنعمة والرخاء على أهلها في منطقة الخليج.. وكان كل سوداني في الفترة ديك.. كل طموحو الحصول على جواز سفر.. وتأشيرة دخول لأحد بلاد العقالات والشماغات والعبايات.. ويجي يعرس ويستمتع بفترة اختيار العروس من بنات الأهل أو بنات الحلة.. فتنعقد الجلسات كل مُغربية.. وتبدا التداولات في اختيار العروسة.. “انت ما تعرس وداد.. بت ناس حاج الزين؟” يقول الأب.. تنط الأم “برررري.. يا يابا وداد شنو كمان؟.. يا أخوي ما عندها شعر.. راسا كدوكة.. بعدين منو دي البتناسب حاجة السترة؟ والله اياهو!” ينظر الشاب المغترب إلى أبيه ثم إلى ملامح وتقاطيع وجه والدته غير واثق في اقتراح أبيه ومقدرته على الاختيار السليم! فيتزوج المغترب القادم من الشرق الزيتي.. وياخد مرتو ويسافر.. ويمشو يتكاثرو هناك.. وبعد أربعطاشر سنة يرجع.. بعربية إفراج مؤقت محملة في راسها بالعفش.. وبداخلها ستة أطفال نائمين فوق بعض في الكنبة الورا فيهم تلاتة أولاد أسماءهم محمد وأحمد وحمادة وكلهم بيدلعوهم بـ (حمودي).. والأم قدام شايلة شافعه فوقها برضو.. وتتوحم وتبصق.. ولابسة قويشات وخاتم كبير.. تمسح للشافعة شعرها الشعر يدخل في الخاتم وتقعد تعافر تمرقو منها.. والشافعة تصرخ.. والأم مبسوطة، حيث أن هذا الحادث سوف يكون إضافة حقيقة ومادة دسمة للونسة والبوبار وسط نسوان الحلة وهي متعنقلة في العنقريب ورائحة بخور التيمان تملا البيت خوفا على الأسرة المغتربة من العين، يجن نسوان الحلة يسلمن. وياخدن الوزن بتاعها.. وهل جات سمينة واللا ضعيفة؟ ويقيسن الأبعاد الأخرى.. وهل جات مبشتنة واللا زينة؟.. ثم مقارنة بأخرى جات السنة الفاتت.. وأيهم أكثر شحما وذهبا؟.. وبعد الانتهاء من تقيمها. يلتفتو إلى الزوج.. وكيف أنه جا ضعيفوني ومزعمّط.. وصلّع.. وقامن ليهو دومات في راسو.. كانت الدومات موجودة ولكن الشعر كان يغطي عيوبا كثيرة وأجلها الدومات فذهب الشعر بسنين الشباب وجات الدومات ترسم بعض ملامح سنين الكهولة.. والسبب كلو منها هي ما جايبة خبرو وما مهتما بيهو.. ناسيات أن هناك مادة مزعمطة اسمها الكفيل.. لو جا واحد السودان يزعمط البلد كلها.. ومن ثم يعرجّن علي ذرية المغترب من أطفال وشناة الطبع والدلع.. وما فيهم ولا واحد بيتبلع.. شينين يشبوهو أبوهم.. ثم يخرجن من السلام عليها بعد أن رعّن في حلاوة ماكنتوش.. ويبدن في مراجعة التقارير.. وتقيّمها.. ويبحثن عن وظيفة الزوج.. “يا اختي.. هوي. هوي.. قالو مدير كبيييييير”.. تلتفت إليها إحداهن “يا بت مدير شنو؟.. يا اختي قالو شغال هناك في دكان عِدة.. غايتو جنس نضم؟. حسي في ضمتك دي.. خليقتو دي.. ودنقوسو.. دا دنقوس مدير؟.. وبعدين الشهادة وينا البي يشتغل بها مدير؟.. وحات الله حسن ولدي قال لي زمان كان بيقرا معاهم.. قال لي كان بليد بلادة السواد والطيش دي أصلو ما بيديها زول”..
[/JUSTIFY] د. عادل الصادق مكيالباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي