زهير السراج

أمطار خير وبركة


[ALIGN=CENTER]أمطار خير وبركة !! [/ALIGN] *(سوء التصريف هو المسئول عن غرق ولاية الخرطوم وانهيار المنازل وسقوط ضحايا) !!

هذا ما قالته إدارة الدفاع المدنى، وليس العبد الفقير الى الله أو رئيسة إدارة التحقيقات بصحيفتنا الأخت إنعام محمد الطيب، أو الأخ عبدالقادر محمد الصحفي بجريدة (الميدان) الغراء، أو الكاتبة الصحفية الأخت لبنى أحمد حسين، أو أي صحفى آخر!!

* بعبارة أخرى فإن إدارة الدفاع المدني التي تتكون من مجموعة من الخبراء لديهم معرفة كاملة بأعمال الحماية والاغاثة المدنية والكوارث وأسبابها، تريد القول ان (المطر) بريء من غرق الخرطوم وانهيار المنازل وسقوط ضحايا أبرياء !!

* وإذا عدنا الى تقرير مصلحة الارصاد المنشور فى معظم الصحف الصادرة أمس والذي حدد كمية الامطار التي سقطت أول أمس بـ(5) مليمترات كحد أدنى فى منطقة الملازمين بام درمان و(27) مليمتر كحد أعلى فى منطقة شرق النيل بالخرطوم بحرى، نكتشف صحة ما قالته إدارة الدفاع المدنى، فهذه الكمية فى حدها الأعلى أقل بمرتين عن متوسط معدل المطر اليومى في منطقة غرب أفريقيا، وأقل بعشر مرات عن معدل المطر اليومى فى البرازيل والدول الاخرى بقارة امريكا الجنوبية، وأقل بالقدرنفسه تقريبا عن معدلات الامطار اليومية فى معظم أجزاء آسيا، ولا أقول أوروبا أو أمريكا الشمالية حتى لا أدخل فى مقارنة غير متكافئة مع دول ليس هنالك مجال للقياس عليها !!

* فى تلك الدول (محل المقارنة) لا يحدث فى أى مدينة منها ما حدث في الخرطوم اول أمس عندما تسقط الامطار بمعدلاتها الطبيعية التي هي أعلى بكثير من كمية الامطار التي سقطت في الخرطوم، بل تعيش حياتها الطبيعية تماما ولا يقع فيها ما يلفت نظر وكالات الانباء، بل على العكس تماما فعندما تنخفض معدلات الامطار بقليل يخشى الناس على حياتهم من التأثير السلبى لهذا الانخفاض !!

* إذن – وكما قال الدفاع المدنى – فإن الأمطار التى سقطت أول أمس بالخرطوم لا علاقة لها بما حدث من غرق وانهيارات وسقوط ضحايا، بل كان من المفترض أن تكون (أمطار خير وبركة) وأن تجد منا كل الترحيب كما كنا نفعل فى السابق ونغنى طرباً ..(حل الخريف حلا ** أهلا به وسهلا)، وأن تترقبها الدولة بفارغ الصبر وترفع يديها لله تسأله أن ينعم بها على عباده المخلصين، وعندما ترى السحب التي تحملها تمر فوق رأسها تقول لها بتلذذ كما قال لها الخليفة الاموي في زمان مضى عندما رآها تذهب بعيداً.. (اينما تهطلي سيأتيني خراجك)، ولكنها تتحول فى بلادنا للأسف الى كارثة .. تهدم وتغرق وتقتل، فمن هو المتهم ؟!

* إدارة الدفاع المدني اتهمت ما أسمته ..(سوء التصريف) .. وهو إسم الدلع للإهمال والتقاعس وسوء التخطيط واختلال الاولويات وتبديد الامكانيات، الذى ظللنا نعانى منه سنوات طويلة، ونطلق عليه أسماء شتى من بينها سوء التصريف !!

* (سوء التصريف) ليس شخصا ولا مؤسسة حكومية ولا شخصية اعتبارية وإنما هو (سوء التصرف)، الذى يقوم به الشخص أو الشخصية الاعتبارية التى يجب أن تسأل عن تبديد الخير والبركة وتحويلهما الى شر وكارثة بيئية وانسانية وغرق وانهيارات وضحايا أبرياء.. كل عام ولا أحد يسأل أو يحاسب .. سوء تصريف آل !!

مناظير
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 30يوليو ، 2009


‫3 تعليقات

  1. دكتور زهير سلامات

    كما توقعنا لسة الخريف جاي قدام واسطوانة كل عام مشروخة ، وكما ظللنا نردد المشكلة هي في هذا الانسان الذي يدير شئوننا بهذه الطريقة التي لاتوجد في القواميس كلمة لتصفها او تستطيع ان تدفع هذا الانسان الغريب جدا ان يغير من كل هذه المبررات السنوية في كل امر جلل يصيبنا … عموما ينصر دينك ،، على الاقل نفش غبينتنا !! سؤال لو سمحت .. ياربي المسئولين ديل سودانيين سيم سيم زينا كدة ولا جايين من كوكب اخر ؟؟؟؟

  2. سوء التصريف وكثرت الضرائب والواضعنها في كهول خلق الله ، يا أستاذي الكريم لو كان طن الاسمت حتى يصل الخرطوم من الخارج لا يتعدى مائتين جنيه ويتباع بعد تثقل الحكومة والتجار وغيرهم كاهله بثلاثة أضعافه ، من أين لنا نبني بيوتاً مقاومة للمطر يمكنها أن تصمد أمام سيول سوء الصرف، وهنا نلجأ للجالوس بيوت المساكين وحينما تأتيه سيول مثل ماذكرت أكيد حيذوب كفص ملح أوقطعة بسكويت مدام كلفة بيت الجالوس الواحد تبني كل في الهند عمارة وفي مصر فيلا الله المستعان

  3. حكومة نفيسه البتقول قميص نفيسه نشف لن تفهم حديثك تب.لماذا؟ لاأنها معقده من نفسها~فاشله~مسخوطه من الرب~~ملعونه من الشعب ~~يوميا الناس يدعو عليها~~لنفرض ربنا إستجاب لدعواهم ماذا تتوقع؟؟ اها دا الحال اللى قدامك دا حكومه صم بكم هم لايسمعون.