نور الدين مدني
خارطة طريق للانتخابات
* كان أكثر ما حيَّرنا الموقف الذي وجدت الحركة الشعبية -الشريك الرئيسي في الحكومة- نفسها فيه، وكيف أنها مضطرة للانحياز لما التزمت به مع المؤتمر الوطني حفاظاً على اتفاقية السلام التي بموجبها قامت الشراكة السياسية بينهما.
* وكنا أيضاً أكثر حيرة تجاه موقف حزب الأمة الذي بنى اتفاقية التراضي على أساس أنها ليست ثنائية وأنها مفتوحة لاستيعاب الاتفاق القومي عبر الملتقى الجامع، خاصة بعد اللغة الهادئة التي اتخذها بعد اتفاق التراضي، وكان أكثر ما يحيِّرنا كيف يمكن أن تجرى انتخابات حرَّة نزيهة في ظل هذا الوضع السياسي المربك.
* جاءت ورشة (دور الإعلام في الانتخابات القادمة) التي نظمتها دائرة المعلومات والبحوث ودائرة الثقافة والإعلام بحزب الأمة بالتعاون مع المركز القومي للسلام والتنمية ومؤسسة فريدريش آيبرت الألمانية لتضع في ختام أعمالها أمس خارطة طريق عملية لقيام الانتخابات وجعلها حرة نزيهة.
* صحيح، إن خارطة الطريق وضعها الإمام الصادق المهدي في كلمته أمام الجلسة الختامية للورشة، ولكنها أُخذت من واقع الأوراق والمداولات التي استمرت على مدى جلستين تم فيهما تقديم (14) ورقة، وشارك في التداول حولها أكثر من (80) مشاركاً، مما أضفى على هذه الورشة حيوية أسهمت في الوصول إلى هذه الخارطة التي لخَّصها الإمام الصادق المهدي فيما يلي:
* تكوين مفوضية للانتخابات مقبولة من كل الأحزاب الخائضة للانتخابات، بحيث لا تكون مفوضية حزبية أو حكومية، وأن تُعطى صلاحيات كافية بلا تدخلات إدارية أو تنفيذية، وكفالة الحريات وإلغاء كل القوانين المقيدة لها، وقيام انتخابات حرَّة في كل انحاء البلاد دون عزل لأي منطقة، بمعنى أن تحل مشكلة دارفور، كما لا بد من تأكيد حيدة الأجهزة المدنية والنظامية تجاه العملية الانتخابية.
* وبعد، نحن لسنا متفائلين بأن سفينة الحراك السياسي ستصل إلى المرسى الذي يمكن أن يجنِّب البلاد الكثير من الويلات والشرور التي بدأت بشائرها، ولا نريد لها أن تستفحل، ولكننا أيضاً لا نملك إلا الدفع بأية خطوة نحو تعزيز الحريات والسلام واستكماله وتهيئة المناخ الصحي المعافى للتحول الديمقراطي الحقيقي والانتقال للتداول السلمي للسلطة عبر انتخابات حرَّة نزيهة هذه بعض شروط قيامها ونجاحها.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 953 – 2008-07-09