الأجانب كبد وايدز
ليس أصعب على المرء من البعد عن الوطن مفارقة لمراتع النمو الأولى والصبا.. والهجرة قدر من الأقدار الإنسانية المعروفة وفي تأصيلنا الإسلامي أنها يمكن أن تكون هجرة من أجل حفظ وانتشار الدين، المهم ليس بغائب عن الجميع الهجرات الوافدة الينا من دول الجوار خاصة في ثوبها غير الشرعي عبر التسلل والدخول في خفاء، حيث تضج المدن السودانية الآن بأعداد تكاد تكون موازية لتعداد السكان الأصليين، وإن كان التعداد أقل بقليل من ذلك نسبة لحركة الوافدين في مجالات الحياة، وإن كانت في مهن هامشية جداً انشغل الناس في بلادنا بالأمس بالتصريح الرسمي والشعبي في محلية الدبة بالشمالية، حول ابعاد الأجانب بعد تأكيد معملي بإصابتهم بالكبد الوبائي والايدز، وهذا شيء طبيعي لطريقة الدخول والوجود العشوائي في البلاد، لا نريد أن نوصم أحداً بالتقصير في ذلك بقدر ما نريد أن نسجل حالة الانتباه واليقظة للأمر، والراجح ليس بالضرورة القول إن العدد المصاب محدد أو غير ذلك، لأننا في حالة تعرض واضح لابتلاء صحي قادم، حيث يندمج هؤلاء الأجانب بصورة مباشرة في أماكن مجامع الناس وتواجدهم وتوافدهم.
نعم نحن لنا أعداد أيضاً مهاجرة من البلد، ولكن نؤمن بأن معظمهم يدخلون بصورة شرعية لتلك الدول، وأن أعداداً محدودة جداً تركب المخاطر عبر الحدود شئنا أم أبينا، واقع الهجرة أصبح سمة من سمات هذا العصر وأصبحنا في مواجهة مع تداعيات بعض عدم الانضباط في متابعة ما يهدد أمن وصحة المواطن، الذي قد يكون دائماً الأقرب للأخطار ليس الحل في الإبعاد المبني على الحقائق المثبتة بقدر ما هو في تحصين الاجراءات اللازمة في الدخول والتواجد بالبلاد، وفي التسلل اليها بطرق ناعمة وسهلة وممكنة وقابلة للانفلات من الرقابة، لا أحد يحجر على الأرض في وجود العابرين بها إلا عبر الضوابط الصحيحة، كيف تتشدد الدول في اجراءات الدخول اليها؟ بينما نصبح نحن كل يوم في تزايد وانفلات واضح لعدد الوافدين هجرة وتسللاً وهروبا، وقدرنا أن تكون كل حدودنا في مواجهة التهاب واحتقان وصراع، إنها حالة التموضع في القارة السمراء تلك المأزومة بمواردها، وشح حالها.. ذكاء أبنائها في البعد عنها واستغبائهم بظروف إدارتهم الداخلية إذن إن كانت ثمة مخاطر فهي في العاصمة بأكثر من اية جهة أخرى، بحكم ما يبدو من عدد كبير مهول من الوافدين الذين بالتأكيد بعد أن يدخلوا يبدأون اجراءات التقنين، هذا الشعب السوداني شعب نبيل يقدر الشعوب الأخرى وحالها البائس، وظرفها الطارد ولا يد لديه وافد، ولكن الأمر بات يهدد أمنه القومي كما يقول الساسة وأهل الأمن.. وصحته العامة.
آخر الكلام: إذن الحقوا حالات الكبد الوبائي والايدز بالولاية الشمالية، وابدأوا برنامجاً صحياً هناك حتى لا ينجر الأمر أكثر من مجرد إصابة وسط الأجانب الى ما لا تحمد عقباه، ومعظم النيران من مستصغر الشرر.
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]