استبانة الأيام!
مسافة زمنية طويلة جداً ننظر فيها تجاه الورقة البيضاء كأننا نقرأ شيئاً ما… ما استبانته الاسطر ولاحظه الحبر على السطور.. أمرنا كله خير هكذا إحساسنا دائماً فكيف ننقل الاقتناع من جوف الكلمة إلى صدقها.. من نحن.. أو من انتم كما قال الواهمون.. ما بين انتم ونحن فصول درامية كبيرة في تراجيديا وكوميديا الحياة.. قد لا نعرف الإجابات الشافية أو نصبح يوماً عند الاصفياء مجرد هلاميات تتشكل في القوالب التي توضع فيها، أو كما قالوا.. نملأ الفراغات التي تتناسب مع محتوياتنا.. لم يقولوا إننا عصبة من بشر يسترزقون بالحديث عنا وفينا.. نمثل الشر الذي تدور حوله مثالياتهم الفاضلة كيف لهم إن لم يجدونا ووجدوا العالم مثالياً خالياً منا نحن كعوب وبواقي للشرور.. هب ان الحياة كما يتمنونها في المدن الفاضلة تصحو على الجمال والهدوء والدعة والرضاء.. فأين إذن سيناضل هؤلاء ويجدون كلمة موضعاً يسترزقون منه المواضع الآثرة عند الآخر.. «هكذا يقول الأشرار لمعشر الأخيار دائماً» في كل مكان وزمان ترى فهل هم هؤلاء لماذا يتميزون ويجدون القبول والبركة.. «فلولا الشرور ما عرف الخير» فيا هؤلاء استبينوا الأيام وما تأتي به من تصاريف ثم كونوا ذلك الخير ودعوا الشر للأشرار..
٭ لا تسأل!
أناس كثر كانوا ومازالوا في بعض مضابط الاهتمام ولكن كثيراً ما نتحاشى بطيب خاطر معرفة حالهم وأحوالهم باعتبار أن طبيعة حياتهم لا تحتمل الدخول الزائد في تفاصيلها لنكتفي منهم برسالة بعد زمان أو كلمة طيبة.. لأنهم باتوا في تصاريف الأمور في حالة انشغال دائم.. تبحث عن البعض قد يقول قائل هؤلاء أين (تلم) أو تجتمع معهم دائماً ممسكون بملف هام أو في حالة تسفار.. لذلك لا تعرف لهم لمة متواصلة أو تلاقي دائم.. فأفضل ما يكون ان تنزوي بعيداً عنهم حتى لا تكون كالطارق المزعج أو من ينظر من أعلى تلال البلادة والبلاهة..
٭ جئت لا أدري!
قد نكون في مسيرنا كمن مسه المس والمارد.. لأننا قد جئنا من بحور عميقة نشهق الأوكسجين مرة ونتلامس عشق الحياة على سطح طفو تابوت الأحلام البائن على وجه الماء.. ووجه الماء مركوناً على مجيء مورد الماء.. بحار الوجود من منابع الأصول.. قد عابوا على الشاعر قوله (جئت ولا أدري لم جئت) أو ما معناه بغرض أن أي إنسان يعرف لماذا جاء وكيف جاء وماذا يفعل.. ففي فقه البشرية إنهم عمار ومصلحون وثم إنهم أصحاب اعتقاد وثوابت.. إذن لا معنى لوجود من يعتقد أنه لا يعرف دوره فيها وآن الأوان لكل فرد أن يحدد ذلك الدور ولو من أبواب المحاولة حتى لا يكون لنفسه مثبطاً وللآخرين باباً من أبواب الإفتاء والتنظير وكثرة الكلام..
آخرالكلام..
حتي لا تمضي الأيام بلا معالم.. تعال نضع بعض الخطوط العريضة ونتلمس فيها مسارب «الضيء» فليس كل الواقع حالك وليس كل النور للابصار يكفي المرء بعض خطوط الاشعاع للاستبانة.. وربما كان مع كثرة الاشعاع الاحتراف والفناء.. شكراً لكل من قدم يوماً بداية حقيقية لنا.. بالتأكيد هو يحتاج أيضاً لقول الانصاف والشك
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]