ميتة ولحم حمار
* ما يحدث الآن من جرائم شنيعة تخلخل أوتاد ثبات المجتمع وتقشعر لها الأبدان، جعل الناس يفقدون الثقة في أنفسهم قبل ذويهم وجيرانهم والمتعاملين معهم في الأسواق ومن يقابلونهم في الطرقات.. بات من الصعب أن تصدق صاحب حاجة طرق بابك وإن غرق أمامك في دموع الشكاوى..
* تزايد حالات النصب واتساع رقعة الاحتيال يجعل عين الريبة تسبقك للنظر في كل شيء حتى ولو لم تمتد له يد الخداع .
* بات مبرراً رفضك دخول أحد المطاعم لتناول ما يسد رمقك لأن الصبر على (الجوع الكافر) أفضل ألف مرة من عواقب الإصابة بسرطان نتيجة لتناول أطعمة مطهوة بزيت (تحمير مكرر) كلما خرج من (الصاج) أسود اللون بعد طول غليان عاد إلى (صاجه) من جديد .
* أصبحت ثقة الناس في اللحوم التي تقدمها المطاعم معدومة تماماً، فهناك من يذبح الحمير ويبيعها دون أن يرتجف له جفن على أساس أنها (ضأن وعجالي) في زمن ضعف الرقابة وانعدام الضمير ..!!
* كنت حتى يوم أمس الأول عزيزي القارئ تتحصن بمنزلك لتحمي نفسك وأسرتك من الأمراض التي قد تسكن أجسادهم نتيجة إصرارهم على تقضية وقت جميل في منتزه أو في شارع النيل ثم الذهاب للعشاء في أحد المطاعم، ولكن دعني أطالبك الآن بالعودة لتناول الأطعمة بالخارج مطمئناً فلا فوارق حماية تذكر حتى لا تهدر زمنك وترهق أعصابك بافتراض حصانة مخترقة، فأصحاب الضمائر الميتة قفزوا من فوق أسوار منزلك (وما أدوا زول فرقة) ..!!
* باختصار شديد، إن ما كنت تخشى منه بالخارج بات يأتيك دخل المنزل، وربما تحمله بنفسك من (البقالة) بعد أن أصبحت تخاف من الذهاب إلى أي مطعم أو (جزارة) ..!!
* ضبطت شرطة أمن المجتمع أمس الأول بالكلاكلة كميات كبيرة من السجوك معبأة للتوزيع من لحوم حيوانات نافقة.. الخبر (مصحوباً بصور) تم تداوله بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. اختلفت الروايات وتباينت القصص، ولكن دعونا أولاً نقف عند نص الخبر الذي كتبته الزميلة بخيتة زايد وأفردت له (اليوم التالي) مساحة مقدرة في عددها الصادر أمس مع إبرازه في العنوان الرئيس الثاني للصحيفة:
“ضبطت شرطة أمن المجتمع كميات كبيرة من لحوم حيوانات نافقة وغير صالحة للاستخدام الآدمي مصنعة في شكل سجوك ولحم مفروم معبأ للتوزيع، في حيازة متهمين اثنين في منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم، أمس (الخميس)، وألقت الشرطة القبض على المتهمين ودونت في مواجهتهما بلاغا لدى قسم الكلاكلة شرق، وكشفت مصادر شرطية موثوقة أن معلومات وردت لأمن المجتمع بالمنطقة عن نشاط المتهمين في تصنيع منتجات اللحوم، وبمداهمتهما تم العثور على كمية كبيرة من اللحوم المتعفنة وكميات كبيرة من عظام حيوانات رجح البعض أنها لحوم وعظام حمير، بالإضافة إلى منتجات لحوم مصنعة وجاهزة للتغليف، واعترف أحد المتهمين خلال التحريات بأنها لحوم أبقار نافقة، وقامت فرق الشرطة برفع كل المضبوطات إلى قسم شرطة الكلاكلة شرق وتم إرسال عينة من اللحوم إلى المعمل لتحديد نوع الحيوان، وحسب المصدر فإن فحص العينة أثبت أنها ليست لحوم حمير”.
* السؤال المهم: أيهما كان أفضل تناول لحوم أبقار نافقة أم لحوم حمير ذبحت حية؟
* أكل الدجاج النافق (الله كتلها)، وغيره من أنواع الحيوانات بات كثيراً جداً في الآونة الأخيرة ، في الوقت الذي انخفضت فيه أعداد الحمير بصورة لافتة وكبيرة ..!!
* الحديث عن تناول الناس للحوم الحمير دون أن يدروا يدفعنا للمطالبة بإجراء حصر لعدد الحمير في البلاد، ومراجعة القوائم وتفتيش أماكن وجودها بصورة رسمية، ومنع صاحب أي حمار من رميه في العراء متى ما فارق الحياة ومطالبته بإخطار جهات الاختصاص للوقوف على مراسم دفنه وتشديد الحراسة من بعد ذلك خوفاً من أن يتم أي نبش بواسطة (تجار لحوم الحيوانات النافقة)..!!
* يبدو أننا ظللنا نأكل منذ سنوات (لحوم حيوانات نافقة) مما أكسبنا مناعة ضدها ولم تعد تؤثر علينا صحياً، ومن الطبيعي ألا نتحرك أو نلوح بـ(لا) الرفض رغم بشاعة ما يحدث لنا بعد أن ماتت قلوبنا، وأدمنا أكل (الميتة) ..!!
نفس أخير
* لم يعد بينكم أسد يا من أكلتم الميتة ..!
[/JUSTIFY]
ضد التيار – صحيفة اليوم التالي