هيثم كابو

الضرب في اللحم الحي

الضرب في اللحم الحي
[JUSTIFY]

(1)

* كتبنا أمس عن (أزمة ضمائر) من باعوا للناس (لحوم حيوانات نافقة)، ودعونا نواصل في ذات القضية بمناظير مختلفة مستصحبين نماذج عديدة لضرب المجتمع في (اللحم الحي) .

(2)

البحث عن (قارب إنقاذ) .!!

* كان مخجلاً حد الفجيعة ما جاء العام الماضي في تقرير المراجع القومي بولاية الخرطوم الذي قدمه للمجلس التشريعي بالولاية عن مساعدات متضرري السيول والأمطار والفيضانات.. أمر لا يمكن لعاقل أن يصدقه البتة.. مساعدات من جهات شعبية وأفراد وجماعات ومنظمات مجتمع مدني وبعض الجهات الحكومية تذهب إلى المخازن بكميات كبيرة وتظل حبيسة بين جدران يمسك بمفاتيح أبوابها أناس (منزوعو الإنسانية).. التلف يصيب كثيراً من الأغذية التي جمعها الناس لمساعدة إخوانهم المتضررين و(تسلطت) عليها حكومة ولاية الخرطوم يوم أصدرت قراراً لتنظيم الدعم عبر مخازن لجنة الإيواء والمعالجات الإنسانية بأرض المعارض ببري وخمس من محلياتها.. وضعت حكومة الولاية يدها على المساعدات التي جاءت للمنكوبين بحجة تنظيم عملية التوزيع فذهب بعضها للأسواق، وظلت كمية كبيرة من (المشمعات والأغذية والبطاطين) حبيسة وليذهب للجحيم من جمعت باسمهم من المتضررين، فليس مهماً أن تصل الخيام والمشمعات لمن افترشوا العراء، بينما يعاني الأطفال من البرد القارس و(5.174) بطانية حبيسة المخازن، لذا لم يكن أمامنا وقتها سوى (نعي الضمائر) وتهنئة حكومة الولاية بـ(الأغذية العفنت والمكرونة القطنت).!!

* لبيع (لحوم الحيوانات النافقة) أكثر من وجه، والمصيبة إن رحلت الإنقاذ اليوم، فأنها مشكورة ستترك لنا آثاراً لن تنمحي بتغيير مدير أو تبديل وزير.!!

(3)

مخدرات وحبوب (منع الأمل) !!

* وقبل شهور معدودة تضبط السلطات ببورتسودان (5) حاويات معباة أعلاف بها أكثر من (13) مليون قرص مخدر تفوق قيمتها الـ (338) مليون جنيه من مادة (الكبتاجون) المعروفة في أوساط المتعاطين والمروجين والمراقبين والمهربين باسم ((أبو هلالين)) التي يبلغ سعر الحبة الواحدة منها (25) جنيهاً .

لم يكن مهماً وقتها أن المخدرات التي ضبطت داخل جوالات الذرة الشامية حملت ديباجة كتب عليها (ذرة علفية إنتاج لبنان الوزن 80 كلغ تاريخ الانتهاء 2015)، ولكن المهم حقاً كم هي الكمية التي غزت الأسواق ولم يتم ضبطها.؟؟ وكيف يغامر مهرب بكل هذه الكمية إن لم يكن هناك سوقاً ومنافذ للبيع .؟.. ومن يسعى لكنز الأموال على حساب (مستقبل شباب) تاه ما بين البطالة والتزاحم على أبواب السفارات، فبدأ ضعاف النفوس في البحث عن مغيبات العقول ومخدرات النفوس تحت دعوى (ضبط المزاج وتهدئة الأعصاب) فخرج مستقبل أمتنا في (رحلة ذهاب بلا إياب) !!!.

(4)

سقطات قبل (تعليق المفاوضات) .!!

* الوقائع للأسف تشير بجلاء تام إلى تقلص ﺭﻗﻌﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻭ(طاعون ﺍﻟﻌﺼﺮ) يتمثل ﻓﻲ اﻧﻔﺘﺎﺡ ﺷﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ للتوثيق (ﻓﻮﺗﻮﻏﺮﺍﻑ ﻭﻓﻴﺪﻳﻮ) ﻟﻜﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ (ﻣﻮﻏﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ) ﻭﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻕ ﻟﻬﺎ (ﺷﺮﻋﻴﺎً ﻭﺃﺧﻼﻗﻴﺎً ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ﻭﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺎً) !!..

* ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮﻫﺎﺕ ( ﺍﻟﻤﺨﻠﺔ ﺑﺎﻵﺩﺍﺏ) ﻟﺸﺎﺑﺎﺕ ونساء ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺎﺕ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ الضوء ﺍﻟﺬﻱ ﺧﺮﺟﺖ ﺃﺷﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻟﺘﺴﺪ فضاء ( ﺍﻟﻮﺍﺗﺲ اﺏ) ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻓﺒﻌﺪ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻓﻲ (ﻟﺤﻈﺔ ﻃﻴﺶ) ﻟﻠﻔﺮﺟﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﻳﺘﻢ ﺗﺒﺎﺩﻟﻬﺎ ﻛﺮﺳﺎﺋﻞ. !!

* والمأساة ليست في تعليق المفاوضات أو تعثر الحوار الوطني، فالمصيبة الكبرى يشهدها مطار الخرطوم الذي تغادر عبره مئات الفتيات السودانيات للقاهرة ودبي و.. (وحدث عن الانحلال بلا حرج، فالأمر باتت تديره شبكات أخطبوطية وبأسلوب ممنهج ومدروس، وعيب ندخل في “تفاصيل التفاصيل” لأن من يدعي عدم العلم يكذب على نفسه، فالقصة أصبحت فضيحة واضحة و”ما في شيء مدسوس”).!!

نفس أخير:

وإذا أصيب القوم في أخلاقهم

فأقم عليهم مأتماً وعويلا ..

[/JUSTIFY]

ضد التيار – صحيفة اليوم التالي