فدوى موسى

بدايات مستمرة

[JUSTIFY]
بدايات مستمرة

كلنا يسعى لبلوغ الأهداف التي يتمناها..ويشغلنا ذلك في كل وجل الزمن الذي يبدأ من لحظات إدراكنا ووعينا بضرورة أن نحقق مرامي ونهايات الأحلام والأهداف، لذلك في سعينا نبحث عن المداخل والبدايات التي لها ارتباط بالوصول، ونشغل بها كثيراً دون كلل أو محاولة التوقف للراحة.. يهمنا أن ننجح حتى وإن لم نتوفق أو حالما عجزنا لأسباب لا علاقة لها بتقصير أو قصور من توكل أو سعي وإنما علتهما جهلنا بطرائق وسبل الأداء الصحيح أو لعدم التعاطي مع تاريخ من خبروها أو لخطأ في تنظيم الحياة التي نعيشها ونتعاطى معها، ومن الطبيعي أن يكون ذلك مناخاً للنجاح الخالص، المطلب الإنساني الدائم الذي يشكل العمود الفقري للحياة، والسعي فيها من عبادة وعمل ومآرب النفس، الأمر الذي يستدعي في البدء الصدق مع النفس بمحاولات الفشل التي يجب أن تكون باعثنا للمزيد من البحث عن النجاحات والأمل، وصدقنا فيها طلباً وعملاً يجب أن لا نستسلم ليأس أو فشل أول أو ثاني أو… أو… بل استمرار المحاولات والبدايات حتى الوصول مع الاستمرار استدراكاً للاستفادة من الأخطاء كبوابات للدخول مرة أخرى وأخرى وأخرى.. فليس للنجاح قواعد ثابتة بقدر ما هو ارتباط بالعمل والسعي والاجتهاد والتفكير السليم، ومعاركة الحياة واحتمال ابتلائها.. وكل تعطبات عجلتنا لابد من بداية وبداية.

لا أذكر كيف: النجاح ندركه بدرجات متفاوتة، ولا ننسى فيه بركة الله وتوفيقه، وأمور عدة نكون موفقين وناجحين فيها قد لا نذكر كيف كان ذلك، ولكنها مسارب ودلائل ومعالم الطريق للنجاحات الأخرى متى ما تذوقنا طعم نجاح ما كان حفياً بنا أن نعرف كيف بلغناه.. كيف عرفنا الوصول اليه جملة وتفصيلا، ودوائر النجاح كتروس الماكينات الضخمة التي صغيرها ككبيرها في حركة ودوران الأمر تأثيراً وتاثراً، ففي الظروف القاسية يمتحن الانسان وتنجلي المعادن والجواهر الأصلية للنفس.. فمنهم من يكون تبراً ومنهم من يكون تراباً، وما بين التبر والتراب مساحات من الاجتهاد تحددك بها ناجحاً أو فاشلاً.. ولا تنفصل حالات النفس عن ذلك لأنها البادئ والمنشط.. فإن خبرت وتواءمت مع الأشياء والفتها كانت لها المعين والزاد، وإن لم تعرف أو تدرك أهمية ذلك.. إذن قد يغيب عنا أننا كثيراً ما لا ندرك كيف توفقنا ونجحنا في أمور ما وهو التوفيق الالهي.

الحياة ماضية: مخطئ من يظن أن عجلة الحياة ستنكسر عند انكساره أو ستتوقف عند المحطة التي نزل اليها، لأن عجلتها أكبر من كل العجلات الصغيرة، ومن كل الدوائر المحكمة الانغلاق على الذوات والنفوس الوحيدة، فإن أظلمت الأنوار فلا يعني أن الأنوار تلك هي أنوار كل الحياة، فربما هي في أكبر الفروض أنوار ذلك الصالون الأنيق الذي تستضيف فيه أحلامك وتطلعاتك المستقبلية، الآن لا ينتظر الأمل بعض اليأس، ولا تتوقف الحياة عند انهزامنا، لذلك علينا أن نترك الانهزام جانباً، ونقوم الى الحياة نشطين ومنفتحين قبلين بلا منٍ ولا أذى.

آخر الكلام: السعي للنجاح نجاح أول، ثم يتأتى الفتح، الحياة فكرتها وتصميمها أن تعمل للنجاح، وقد تصيبه أولاً ولكن الأحداث كلها ما بين هذا وذاك، فالبدايات مستمرة حتى وإن كنا على أعتاب القبر،، والرزاعة مرجوة بغرس الفسيلة.. والساعة على الأبواب.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]