نور الدين مدني

لا يحتمل إنتظار “جودو” الحوار


[JUSTIFY]
لا يحتمل إنتظار “جودو” الحوار

*سعينا قدر المستطلع لدفع المساعي التي لم يقصر رئيس لجنة الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي، والوسطاء الطوعين من بعض ألوان الطيف السوداني لإنجاح المفاوضات المتطاولة بين الحكومة والحركة الشعبية الشمالية والمفاوضات المستحدثة بين الحكومة ومن حضر من الحركات المسلحة الدارفورية في أديس أببا، لكن للأسف عادت الأمور “كما كنت” بلا تقدم يذكر بسبب التعنت الحزبي والتمسك بالمواقف المسبقة.
*لذلك نعود إلى الهموم اليومية التي لم تغب عن بالنا أبدا وهي غير بعيدة عن ساقية المساعي الفاشلة، لأن فشل هذه المساعي يعني إستمرار النزاعات بكل تداعياتها المأساوية على مجمل حياتنا اليومية، خاصة على الضائقة المعيشية التي بدأت تتشكل في مظاهر مختلفة أقلهاإنفلات الأسعار.
*لن نقول كما قال حكيم الصين وفيلسوفها كونفوشيوس أنه لايعرف شيئاً عن سر الإله، لكنه يعرف أشياء كثيرة عن معاناة الإنسان.. لأننا يقيناً ندرك سر العلي القدير الذي جعل الإنسان خليفة في الأرض ليعبده وأن يعمل لاخرته، دون أن ينسى نصيبه من الدنيا وأن يعمل لعمرانها ، وغرس “الفسيلة” التي بيده إلى أن تقوم الساعة.
*لذلك نهتم بشؤوون دنيانا وفي مقدمتها الشأن الإقتصادي اللصيق الصلة بحياتنا اليومية، لأنه يؤثر بصورة مباشرة على حاجاتنا الأساسية والخدمات الضرورية اللازمة لضمان الحياة الكريمة للإنسان.
*لذلك ظللنا نطالب بالإسراع بمعالجة الإختناقات الإقتصادية التي أصبحت واقعاً ملموساً لايمكن إنكاره، دون إنتظار لإنعقا دمؤتمر الحوار المتعثر، وعدم ترك حبل الإقتصاد على غارب سياسية التحرير الإقتصادي،لأنه بدأ يلتف حول رقاب المواطنين ويرهق كاهلهم الذي لم يعد يحتمل .
*نتوقف هنا عند التحقيق الأهم الذي أجرته الصحفية مشاعر أحمد ونشر في الصفحة الرابعة من عدد أمس الأول الأحد من جريدتنا “السوداني” تحت عنوان”أزمة الأدوية المنقذة للحياة..بين أنين المرضى وفقدان الدواء” لأنه قدم شهادة حية لجانب من جوانب معاناة المواطنين جراء تداعيات الأزمة الإقتصادية على حياتهم اليومية.
*خلص تحقيق “السوداني” إلى أن”علة” أزمة الأدوية المنقذة للحياة تكمن في عدم التزام بنك السيودان بتوفير المبلغ المتفق عليه لإستيراد الأدوية، وهومبلغ 300 مليون دولار سنوياً، حسب إفادات مصنعي ومستوردي الأدوية.
*رئيس شعبة الصيادلة الدكتور نصري مرقص أكد وجود نقص في الأدوية المنقذة للحياة، مثل بخاخات الأزمة وحبوب ديجوكسين للقلب، وقال ل”السوداني”أنهم أثاروا هذه المشكلة أكثر من مرة لكن “لاحياة لمن تنادي”، وأضاف الدكتور صيدلاني ياسر ميرغني الأمين العام لجمعية حماية المستهلك أن بعض أسباب الأزمة يرجع إلى ضعف تسجيل بعض الأدوية المنقذة للحياة وحمل ” الإمدادات الطبية”مسؤولية القيام بهذا الدور.
*نكتفي بهذه الإضاءات المهمة من تحقيق “السوداني” حول أزمة الأدوية المنقذة للحياة، ونؤكد مجدداًضرورة معالجة مثل هذه الإزمات التي لاتحتمل إنتظار “جودو” مؤتمر الحوار.
[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]