أبشر الماحي الصائم

الذين ينادونكم من وراء الحجرات

[JUSTIFY]
الذين ينادونكم من وراء الحجرات

اطلعت كما الكثيرين على البيان الذي عنونت له المعارضة بعنوان (نداء السودان).. وتم التوقيع عليه من قبل السيد الصادق المهدي والجبهة الثورية وتحالف المعارضة اليسارية.. وأعظم اعتراف في هذا التحالف الجديد هو أن ما كان سرا من تنسيق بين اليسار والحركات الثورية المسلحة قد أصبح جهرا.. فالذي كنا ندركه منذ وقت مبكر هو أن ثمة تنسيق بين يسار الداخل ومسلحي الخارج.. على أن تقوم قوى تحالف المعارضة بزعزعة الأوضاع من الداخل وهي تركب على خيل الأزمات سيما الاقتصادية منها.. وفي المقابل على الحركات المسلحة شد الأطراف بالهجمات على المدن والقوافل التجارية وإحداث فوضى.. على أن تتولى بعض الكوادر اليسارية في المهاجر عمليات التسويق (لقتل الحكومة لمواطنيها).. وكأن هذا العالم لا عقل له وهو يصدق ويصادق على أن حكومة الخرطوم تستيقظ من نومها كل صباح من نومها وﻻ هم لها إلا أن تغير على مواطنيها بالراجمات والدبابات لتجعلهم بين شريد وقتيل وأسير..! ولما كسدت هذه الدعاوى ولم تجد من يشتريها جاءت فكرة البحث عن شخصية قومية للعبور بها لمرحلة الثورة وتقويض الدولة السودانية القديمة.. ثم حرق الشخصية في نهاية العبور.. ومن ثم صناعة السودان الجديد الذي ليله كنهاره.. !!

فوجدوا ضالتهم في السيد الإمام الصادق المهدي الذي أخذ إلى باريس على عجل لتدشين ذلك الحلف وإصدار ذلك الإعلان.. ثم أُتي به على مهل إلى أديس لإعلان خطوة أخرى أكثر جرأة والتي تبلورت حيثياتها في هذا النداء .

ما طرحه نداء السودان من مصاعب اقتصادية تواجه بعض مؤسساتنا القومية مثل مشروع الجزيرة وسودانير هو بمثابة دعوة حق أُريد بها باطل.. فلعمري منذ متى كان المتمردون الذين يحطمون كل بادرة لتنمية ويقطعون الطريق للمؤن والقوافل وينهبون ويقتلون.. فلعمري منذ متى كانوا حريصين على الإعمار والتنمية والمواطنين والوطن.!! فليس من البلاغة والحصافة والفطنة أن من نهضت ثورته وأسس نضاله من أول يوم على النهب والقتل.. هو ذاته من يعرض نفسه كمخلص ومنقذ ومعمر.. هذا من جانب الحركات الثورية.. أما السيد الصادق المهدي مشروع له البحث عن سلطته المفقودة وتعدديته الموءودة ولكن ليس على هذا الحصان المجنون ..

فكاتب هذه الملاذات ﻻ يزال يتعشم في عودة السيد الصادق إلى (الجهاد المدني) والنضال من الداخل.. لأن الذي يجري هناك ﻻ يشبهه وﻻ يشبه تاريخ الثورة المهدية والأنصار.. وعلى الحكومة أن تعيد النظر في الأسباب التي جعلت سليل الإمام المجاهد المهدي يضع سيفه مع حملات الدفتردار الجديدة القديمة.!!

وغير ذلك لنا أن نستعصم بالآية الكريمة.. (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم ﻻ يعقلون ) صدق الله العظيم.. ولنا عودة لحجرات أديس أبابا ..

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]