منوعات

حملات إلكترونية سعودية تطالب بإنقاذ الجمال الأسترالية – صورة

لاتزال الحملات الإلكترونية التي أنشأها سعوديون على الإنترنت وموقع “الفيسبوك” تحديداً، لإنقاذ الجمال الاسترالية تحظى بمتابعة كبيرة، وقد انضم إليها الآلاف للتعبير عن رفضهم للخطوة التي اتخذتها الحكومة الاسترالية التي أعلنت في وقت سابق أنها تنوي إعدام الآلاف من الجمال، لأسباب منها تهديدها للبيئة ووحشيتها.
الحملة لاقت إشادة واضحة بالمبادرة السعودية لإنقاذ هذه الجمال التي لها مكانتها عند العرب والسعوديين خصوصاً، حيث طالبت الحملة رجال الأعمال والتجار المقتدرين والجهات المعنية بسرعة تدارك الموقف خصوصاً بعد الموقف الاسترالي الايجابي في تقبل نقلها.

وعلى موقع “تايمز أون لاين” وبحسب ما نقلت عنه صحيفة “الرياض” اليوم الأحد 7-2 -2010 قال أحد الاستراليين تعليقاً على الحملة “سنرحب بأي فرصة أخرى تتيح فعل شيء ما بالجمال عدا إطلاق النار عليها. الجمل حيوان ذو قيمة، سيكون من الجيد أن نرى هذا الحيوان في مكان يستعين به شخص آخر”.

وطبقاً لما جاء في صحيفة “ايريش اندبندنت” الايرلندية تعتبر الحكومة الأسترالية قرارها لا رجعة فيه، حيث يشكل الجمل الأسترالي خطراً على حياة السكان من خلال الهجوم المستمر على منازلهم، كما أنه يهدد المناخ حيث يخرج الجمل طناً من الكربون في العام الواحد.
large 95402 99684

وتقول الحكومة الاسترالية إن التخلص من الإبل في أستراليا سيكلف الحكومة حوالي 10 ملايين إسترليني على مدى 4 سنوات، ومن المحتمل أن حوالي مليون ناقة استرالية ستتضاعف أعدادها خلال 8 سنوات لو تركت في البراري، حيث تعتبرها استراليا من اكبر الملوثات للبيئة، بسبب انبعاثات الكربون الضخمة منها.

أستراليا: أضرارها متزايدة

وتأتي المطالبة الأسترالية بإعدام الجمال والإبل بعد تزايد الأضرار التي تسببت فيها أخيراً ولأكثر من خمسة أشهر في الإقليم الشمالي، حيث حطمت خزانات المياه وبعض البيوت، كما أرعبت العديد من سكان الإقليم ومنعت الكثيرين من الخروج من منازلهم ودمرت الحمامات ومضخات المياه في المزارع، كما أن السكان في مختلف الأقاليم الأسترالية يشكون من التهام الجمال نحو 80% من محاصيلهم الزراعية.

وأوردت “التليغراف” أن “علاقة أستراليا بالحيوانات غير ودودة إلى حد كبير (مقارنة مع السعوديين). فقد خصصت الحكومة 19 مليون دولار أسترالي (10 ملايين جنيه إسترليني) لقتل الجمال على امتداد أربع سنوات في المقاطعة الشمالية لنهر دكوير. ومن المتوقع أن مليوناً من الجمال البرية ستتضاعف في ظرف ثماني سنوات ما لم تتم مراقبتها”.

يُذكر أن عدداً من التجار السعوديين وعشاق الإبل قد ابدوا استعدادهم في السعودية لاستقبال هذه الجمال، وجاء الرد الاسترالي مرحبا لتبقى إشكالية أجور الشحن هي العائق الأكبر حتى الآن.

وقال مربي الجمال سالم الحجاجي، الذي تبرع بنقل 80 جملاً من أستراليا إلى الرياض في وقت سابق، إنه يأسف لسماع خبر كهذا”، فالجمال تعتبر جزءاً من الثقافة السعودية ورمزاً لحضارة البادية فيها، كما أن هناك سباقات الهجن الخاصة بالإبل في مواسم معينة في المملكة ومن الممكن استخدام الإبل الأسترالية في ذلك المضمار”. وهو ما فتح شهية بعض التجار لجني الأرباح.

مشاكل الشحن

وكان مسؤولون استراليون قالوا “نحن مستعدون لإرسال الجمال التي تصل أعدادها إلى أكثر من 6000 جمل بري إلى السعودية، إلا أن على من يرغب في ذلك من السعوديين تحمل تكلفة إرسالها التي تعد عالية؛ لأن هناك مشاكل لوجستية مثل عدم وجود طرق برية إضافة إلى طول المسافة بين البلدين”.

ويحاول بعض التجار السعوديين التواصل مع السفارة الاسترالية وعن طريق عدد من شركات الشحن للتوصل معهم إلى طرق لنقل الجمال إلى السعودية.

وأوردت صحيفة “الحياة” في عددها الصادر بتاريخ 22-1-2010 أن السلطات الاسترالية أرسلت مروحيات إلى منطقة نائية لتطويق نحو 6000 جمل متوحش، وأطلقت النار عليها في منطقة نهر دوكر الصحراوية، بعدما دفعها الجفاف والعطش إلى ترويع السكان واقتحام منازلهم وغزو مدرج هبوط الطائرات.

وقال الإخصائي مدير شعبة الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة السعودية، الدكتور فيصل الطيب، إنه لابد أولاً ووفق ضوابط تبدأ بأخذ عينات من هذه الجمال، لفحصها مخبرياً والتأكد من سلامتها من جميع الأمراض، خصوصاً ما يعرف بمرض “الجهرة”، الذي يعد من أخطر الأمراض الطفيلية، مؤكداً أن الصعوبة في هذا الموضوع تكمن في السيطرة على هذه الجمال لإحضارها إلى السعودية، كونها حيوانات برية.

وبحسب السلطات الأسترالية، فإنها نجحت حتى الآن في قتل 3000 جمل روّعت السكان باقتحام منازلهم للاستئثار بصنابير المياه. ويوجد في أستراليا أكبر قطيع من الجمال، التي يقدّر تعدادها بنحو مليون جمل، وطالب زعماء الأحزاب السياسية هناك بأن تتخلص الدولة من الجمال وإزالتها تماماً، واتهموا تلك الحيوانات الضخمة بإلحاق الضرر بالأنظمة البيئية الهشة أصلاً في صحراء المناطق الشمالية من البلاد.

من جانب آخر يرى اقتصاديون أن كون بعض رجال الأعمال في السعودية قد ابدوا رغبتهم في المشاركة في خطة لنقل تلك الجمال إلى السعودية، فإن عليهم ألا يتوقعوا أن ذلك سيتم بأثمان زهيدة

العربية نت