ناس بيتنا
* ولكني أطمئن السادة الرجال.. فهذه العبارة ليست دائما تعبيرا عن الفخار والسطوة والعزوة لدى النساء.. إذ أنها في بعض الأحيان تتحول إلى مصدر لقلقهن وضيقهن وتوترهن!
* الشاهد أن التدخل السافر من أفراد بعض الأسر في حياة بناتهن عموما والزوجية على وجه الخصوص يثير حفيظتهن وكدرهن ويشعرهن بالحزن والألم.. والعديد من السيدات اللائي التقيتهن يعربن عن استيائهن من تدخل (ناس بيتهن) في أسلوبهن التربوي لأطفالهن.. أو مظهرهن الخارجي.. وتصرفاتهن الاجتماعية!!
* وكم من زوجة تكون زيارتها الراتبة لأسرتها أشد وقعا عليها من زيارة أهل زوجها.. فالأخيرون على الأقل قد لا يواجهونها بالانتقاد المباشر لأمر من الأمور وغالبا ما يتحفظون في التعبير عما لم ينل إعجابهم في ما يتعلق بها أو بأبنائها وزوجها.
* بينما تنبري والدتها وأخواتها – لاسيما اللائي لم يتزوجن بعد – للتعليقات اللاذعة عن (توبها) و(حنتها) ومظهر أطفالها وصحتهم الجسدية وتحصيلهم الدراسي وسلوكهم المعتاد!! * وهي دائما في نظرهن مقصرة وفاشلة و(مبهدلة).. لا تجيد الطهو ولا علاقة لها بالأناقة ولا تعتني بنفسها كما يجب ولا تتقن آلية المحافظة على زوجها!!
* وهكذا تتحول تلك الزيارة أحيانا إلى عبء نفسي مرهق تكابده الزوجة على مضض ودون أن تكون لها القدرة على الدفاع أو التمرد كونها تشعر دائما بالحنين لأهلها وترى أنهم رعم كل شيء يشكلون في حياتها الملاذ والخط الدفاعي الأول.
* ويبقي السؤال الأبرز: لماذا تعمد الشقيقات الصغريات دوما للتقليل من شأن شقيقاتهن المتزوجات والتنكيل بهن دون رحمة؟!…
* ظاهريا قد يبدو أنهن حادبات على مصلحتهن ويردن لهن أن يكن الأفضل والأجمل، ولكن الطريقة في الإعراب عن ذلك الدافع النبيل تكون أحيانا جارحة وتسبب للأخت المسكينة نوعا من القلق والتوجس يدفعها للإجتهاد حثيثا”لتدرك رضاهن العصي الشيء الذي يضعضع ثقتها بذاتها ويشعرها بالدونية والتقصير حتى وإن لم تكن كذلك!!
* وقد يصيبها ذلك بالتبلد والعجز عن اتخاذ القرار المناسب أو تصريف أمور حياتها بحرية كونها تشعر بأنها لن تستطيع وحدها تحمل نتائج قراراتها.. وهذا يسبب لها غالبا ذلك الشرخ الكبير بينها وبين زوجها ويجعلها تتشدق باستمرار ودون إرادة منها بالعبارة الواردة في العنوان وكأنها تشهر سلاحها الأمضى، إذ أن ضآلتها أمام ذويها إما أن تسلمها لاعتقادها في أنهم يملكون ذات السطوة على زوجها.. أو أنها لن تجد الحماية والأفضلية إلا في (ناس بيتهم)!
* تلويح:
إندياح – صحيفة اليوم التالي