سيد شباب الكلمة
* أن تمتهن الكتابة بكل صروفها، لايمنع أن تظل قارئاً من طراز جيد.. وسيظل ارتباطك بالبوح الشفيف يمتد عبر جسر من المبدعين الذين تجد في كل ما يخطونه الكثير مما كنت تتمنى أن تقوله أو تكتبه ولم تستطع !
هكذا أنا.. لا تزال القراءة هوايتي الأولى.. ولا يزال يتملكني ذات الإحساس العجيب بقشعريرة الروح كلما قرأت كلمات حركت جوانجي في جميع الاتجاهات وأشعرتني بالعجز والدونية في عالم الكتابة وأهلها!
وتجدوني – برغم سنواتي الناضجة وتاريخي الجميل في عالم الاندياح – أشعر بأنني تلميذة نجيبة في مدرسة الشاعر والإعلامي الشاب (محمود الجيلي صلاح الدين).. ذلك الفتى البشوش الذي تحلق بي كلماته بعيداً وتقولني.. وتظل ابتسامته معلقة على وجهه النبيل، وهو يقف أمامك بكل بساطة وأريحية ليحكي لك أقاصيص الحب والهجر والخذلان والشوق والأمل عبر قصائده السهلة الممتنعة بلغتها الدارجة الحميمة !
أو يشد عصب الإنسانية والطموح، وهو يبعث رسائله القوية الفصيحة للوطن وشبابه وقادته ويرسم صورة زاهية للمستقبل الذي يتمناه للبلاد والعباد وفق رؤاه الجريئة الموضوعية!
هذا هو (محمود) الذي خرج إلينا يوماً في عصبة من أصدقائه شباب الكلمة ليقدموا لنا تجربة رائدة في دنيا الشعر والانسجام والتواصل يتظل خالدة على مر التاريخ وتعرف بـ (ريحة البن).. التي ساهمت في تغيير النظرة القاصرة للشعر وشعرائه الشباب.. وأفسحت المجال واسعاً للمواهب الشابة.. وأفردت حيزاً شاسعاً للتعابير والعبارات.. وانتصرت للكلمة المجردة في حربها التي ظنناها غير متكافئة ضد تلك المغناة، وغيرها من البرامج النلفزيونية!
(ريحة البن).. الذي تعرضت حباته للانفراط برغمنا.. تمنينا لو أنه حافظ على تلك الصورة النابضة بالصدق والإخاء دون أن تتغول عليه أمراض العصر من جحود وغدر وخلاف يخرج على الملأ شاهراً سيف التجريح والنكران دون مراعاة للعشرة التي كانت ودون تقدير لتلك الصورة الوردية التي نختزنها في خواطرنا عنه!! ودون الدخول في التفاصيل المؤلمة القاسية أؤكد أنني سأظل أبداً أفتخر بتجربتي الصغيرة في ذلك البرنامج الرائع، التي قدمتني للناس شاعرةً وظل الناس يتداولونها عبر الوسائط لتفتح لي أبواب المجد وتبقى أبداً ذكرى عزيزة على قلبي بكل أبطالها الحاضرين يومها، الذين أكن لهم جميعاً خالص المحبة والإعجاب وأسأل الله أن يرأب صدعهم ويرتق شملهم ويصلح ذات بينهم.. أو يفرقهم بالإحسان والمعروف إن كان في ذلك خيرهم على أن يظلوا حافظين للوداد القديم.
وبالعودة للفتى النحيل صاحب النظارات الطبية التي يعرب ما وراءها عن نبوغ شاعري عظيم.. ويتمتع بصداقات ممتده وعلاقات طيبة مع كل الفئات لما يظل يبذله لنا من حفاوة واحترام وتوقير وما يتحلى به من تهذيب ورقي ووقار.. تجدني أحيي طموحه الكبير وإصراره الدائم على النجاح الذي ترجمه مؤخراً في قيادته الرشيدة لدفة برامج الإذاعة المميزة هلا 96 ليثبت جدارته إذاعياً لبقاً ومتمكناً.. ويضيف تلك الموهبة لما هو عليه من تألق في دنيا المنتوج الشعري ولاسيما الغنائي الذي أصبح صاحب باع طويل فيه بما يقدمه للفنانين الشباب من أغنيات عميقة ومختلفة في الفكرة والصياغة تنتشر بشكل واسع وتمنحه بلا منازع لقب سيد شباب الكلمة
تلويح:
(محمود الجيلي صلاح الدين).. يا ريحة البن.. وريحة المطرة.. وريحة الطين..
تفوح أشعارك بين أنصارك كالياسمين..
وتكشف سر في الريدة دفين..
شاعر نادر مابتتكرر.. ومين البيكتب زيك مين؟!!
[/JUSTIFY]إندياح – صحيفة اليوم التالي