منصور الصويم

اتجاهات “البرنو انترنت” وسحل الكائن الثنائي

[JUSTIFY]
اتجاهات “البرنو انترنت” وسحل الكائن الثنائي

يحكى أن تطورا سريعا وعبقريا ومجنونا لازم ثورة الانترنت وما أنتجته من تواصل اجتماعي حديث، غيرت حياة الناس وقاد إلى الثورات، وأبدلت علاقات الإنتاج والفكر، وبنت عوالم افتراضية تسيدت على العوالم الحقيقية، ضاعفت الأصدقاء و(شربكت) المحبين والعاشقين، وقدمت الصورة (نظيفة) قبل الصوت للجميع بمجرد ضربة سحر (كي بوردي).

قال الراوي: تطور الصورة المذهل في الانترنت (فيديو وفوتو)، وسهولة بثها وتناقلها، دون الحاجة لمقومات فنية أو مهنية، لازمه بالمقابل تطور مربك في صورة مواقع ومنتديات (البرنو) قديما كان يعرف بأفلام السكس- المنتشرة على مدى فضاءات النت و(وليداتها الصغار) من وسائل تواصل، تطور ترافق معه احتياطاتها السرية لكسر الحجب، وشفراته (القرصانية) المساعدة على الغزو والانتشار دون رحمة.

قال الراوي: إلى أي مدى (تدميري هلاكي) تؤثر أفلام وفيديوهات (البرنوغرافيا)، في طبيعة الكائن البشري، الذي ينجر منقادا بلذائذ سحرها (الجنسي الفرداني)، إلى إدمانها دون خوف من رقيب أو حكومة أو حتى دولة الصين العظيمة ذات نفسها وست الحجب الفضائي، في العالم..

قال الراوي: توصيف هذه الحالة (الإدمانية الانترنتية) بحسب مقتطف من دراسة نفسجنسية يقول إنها (حالة تصنف وفق علم الجنس كمرض، والآثار النفسية: العجز عن التعاطي المباشر مع الجنس الحقيقي، النسيان والتبلد الذهني والبدني، إنهاك الأجهزة التناسلية، العجز عن الممارسة الطبيعية، وتراجع التفكير والبعد عما هو جاد و مثمر).. سؤال؛ هل الدفق المجاني الهائل لبرنو التواصل الاجتماعي والإنترت له علاقة بهذا المقتطف، أو هل بنت (الشركات، الدول وأجهزة المخابرات!!) التي تنتج هذه الصورة المنزاحة عن كل ما هو طبيعي في إطار الممارسة الجنسية؛ هل بنت عليه دراساتها التسويقية والانتشارية.؟؟

قال الراوي: فقرة صغيرة، سقطت من المقتطف السابق، تقول (التعالي على شكل المرأة الواقعية، والبحث عن صور إيهامية عن شكل تعويضي)، بما يعني أن العالم الافتراضي ليس في الفيس (الناس صحي صحي هناك)، وإنما في الجنس الافتراضي الذي يقود إلى اغتراب غريزي يتاخم الشذوذ وقد (ينط) ليستقر هناك.

ختم الراوي؛ قال: بافتراض نظرية المؤامرة، هل الغزو الفيلمي لصور واتجاهات (البرنو) مقصود ومرتب ومخطط بدقة، هل ولسنوات قادمة سيكون هو البديل الاستحواذي المعطل لمخدر اسمه الأفيون.

استدرك الراوي؛ قال: هل ترمي هذه الأفلام والصور الجنسية عالية التقنية إلى إعطاب الطبيعة التناسلية للبشر، وإلى سحق الفطري والثنائي في تكاملية (رجل وامرأة).؟

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي