أبشر الماحي الصائم

المواصلات.. أزمة مشروع برمته

[JUSTIFY]
المواصلات.. أزمة مشروع برمته

” وَلَا عَلَي الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ”.. صحيح إن هذه الآية الكريمة قد صورت حزن بعض الصحابة رضي الله عنهم، الذين لم يجدوا ما يحملون عليه إلى ساحات الجهاد.. والفكرة بالفكرة تذكر وتقترن.. طالما نحن نطرح مشروعا فكرياً يحث الجماهير على البذل والعطاء.. غير أن مشروعنا بكل ما أوتي من فكر وفلسفة ومكتسبات يظل عاجزا عن حمل هذه الجماهير إلى ساحات جهاد العمل والإنتاج والتحصيل العلمي.. ثمة مقاربة ومفارقة في وقت واحد !!

فيبقى من أسوأ المشاهد الصادمة هذه الأيام في عاصمة الدكتور عبدالرحمن الخضر.. هي مشاهد تكدس المواطنين في مواقف المواصلات وعند سفوح الجسور وقارعة المدن والمحطات.. وهم ينتظرون وسائل نقل تقلهم في غدوهم ورواحهم إلى أعمالهم ومنازلهم.. وأعينهم تفيض من الدمع حسرة وحزنا أن لا يجدوا ما يحملون عليه.. وحكومة الولاية تبدو عاجزة عن اختراق هذه الأزمة التي ظلت في مواقفها.. تغيرت المواقف أكثر من مرة والأزمة لم يتغير فيها شيء ذي بال.. لكنها هذه الأيام تسجل أعلى مناسيبها، ولاسيما عند سفوح الجسور والأنهار.. ولا تعرف على وجه الدقة أين تكمن الأزمة.. إن كانت هي أزمة إدارة الطرق واختراق حالات الازدحام أم أن الأزمة أزمة مواعين نقل!! ولك أيضا أن تتساءل أين وصلت مشروعات القطارات والترامات التي بشرتنا بها حكومة الولاية من فترة طويلة!!

ولما نقول أزمة مشروع، فإننا نعني ما نقول تماما.. فعلى سبيل المثال والأسئلة المقلقة.. أين الحركة الإسلامية التي هي بمثابة الدينو المحرك لماكينة الدولة برمتها.. أو هكذا يجب أن تكون.. أين هي من طرح مشروعات فضل الظهر وتحريض ماكينة المجتمع الضخمة لتردم هذه الفجوة ريثما تنفرج الأزمة.. فالمجتمع غني ولاسيما بامتلاكه لأكثر من سبعين بالمائة من وسائل المواصلات.. فلو أن هنالك عشرة آلاف سيارة من مجموع ما يقارب المليون سيارة يمتلكها القطاع الخاص.. حملت كل سيارة فقط ثلاثة أشخاص لما بقي مواطن يقف تحت سقف حرارة شهر أبريل ولا تحت زمهرير شهر يناير !!

فلا الحكومة قادرة على طرح مشروعات حقيقية لتجاوز الأزمة ولا في المقابل الحركة الإسلامية نهضت بمشروعات قيمية بديلة.. فكيف لا يكون هذا أزمة مشروع بأكمله جعل كل همه تسجيل حضور وسط طاولات مفاوضات المتمردين.. وحرص على محاورة النخب والسياسيين بينما سجل غيابا في قارعة طرقات الجماهير !!!

يا جماعة الخير (اقدموا على محاورة الجماهير)، وذلك عن طريق مخاطبة قضاياهم الحقيقية.. قضايا المواصلات والمعاشات والهموم اليومية (وشوفوا كان تنغلبوا)!!

في لحظة فارقة أقول.. لا أخشى عليكم من المتمردين ولا السياسيين بقدرما أخشى من تنامي عمليات تخزين الغضب الجماهيري اليومي حتى إذا ما وصلت مداها انفجرت لا محالة.. وعندها سيجد أصحاب الأجندة الخاصة ضالتهم في إسقاط مشروع الدولة السودانية برمتها !!

سيدي الوالي، اسمح لعربات الحكومة التي تجري (في الفارغة والمقدودة) أن تساهم في حل هذه الأزمة.. ثم أأمر أهلك من الوزراء والمعتمدين أن يقدموا نماذج في طرقات الأزمة و.. و..

ولنا عودة بحول الله وقوته

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]