زهير السراج

أكشاك وهللات


[ALIGN=CENTER]أكشاك وهللات !! [/ALIGN] * محلية كررى بأمدرمان مجتهدة جدا فى إزالة أكشاك الصحف، فقد أزالت من قبل حوالى عشرين كشكاً، وهى الآن تستعد لإزالة ما تبقى من الاكشاك التى يبلغ عددها حوالى خمسين، وربما تكون الإزالة قد حدثت بالفعل مع صدور عدد اليوم من صحيفتنا، ولن يتسنى لقرائنا بمحلية كررى خاصة سكان(الثورات) أن يقرأونا أو يقرأوا أى صحيفة بعد اليوم، بسبب غيرة المحلية الشديدة على جمالها وضوابطها الجديدة، مع أنها غارقة حتى ذقنها فى المياه الآسنة التى تزكم رائحتها الانوف، وتسرح وتمرح فيها جيوش الذباب والبعوض فى تناغم وانسجام شديدين، البعوض ليلاً والذباب نهاراً، ورسوم المحلية فى أى مكان وزمان بالمرصاد للمواطنين، فأين المفر يا أهل الثورة؟!* الاسباب التى تبرر بها المحلية الموقرة إزالة أكشاك الصحف مثل تجميل المدينة ووضع ضوابط جديدة للتصديق بتوزيع الصحف عبر الاكشاك مثل أن يكون للكشك شكل هندسى جميل يتناسب مع جمال المحلية (يا عينى) … إلخ، أسباب واهية ولا تقنع أحداً، فأكشاك الصحف ليست سبب قبح المحلية، وليست سبب ورديات البعوض والذباب وبقية الهوام التى تسرح فيها ليلاً ونهاراً، وليست سبب بيع الرغيف والاطعمة على أرصفة الشوارع ، وليست سبب إنتشار القاذورات والاوساخ والحميات والإسهالات المائية، وليست سبب مستنقعات المياه الآسنة التى تسبح فيها المحلية، وليست سبب إرتفاع نسبة الجهل والأمية، فلماذا تجتهد المحلية كل هذا الاجتهاد فى إزالتها من الوجود وكأن بينهما تار بايت؟! * هل انتهت كل مشاكل المحلية ولم يتبق سوى أكشاك الصحف والمكتبات حتى تشن عليها المحلية كل هذه الحرب المستعرة وتسخر كل جهودها وإمكاناتها لإزالة الاكشاك وحرمان الصحف من قرائها فى (الثورات) وبقية أرجاء المحلية؟!* هل حلت المحلية مشكلة المدارس التى ماتزال حتى هذه اللحظة بلا كتب مدرسية أو مدرسين أو حتى مقاعد لجلوس التلاميذ، وقد صار منظر التلاميذ الصغار وهم يحملون كراسيهم من وإلى منازلهم طبيعياً وعادياً لكل المارة ومواطنى المنطقة؟!* هل حلت المحلية مشكلة الاوساخ المتراكمة منذ أكثر من شهرين أمام المنازل وفى الميادين وصارت كالتلال حتى يظنها المرء جزءاً من حقبة جيولوجية جديدة ظهرت فجأة وانضمت لجبل كررى؟!* هل حلت المحلية مشكلة مياه الامطار الآسنة التى تحاصر الناس وتزكم أنوفهم وتلقى عليهم جيوش الهوام توسعهم لسعاً وهرشاً وقرفاً ومرضاً؟!* هل حلت المحلية مشكلة الأطعمة التى تباع فى الشوارع وتختلط بالغبار وفضلات الناس والحيوانات؟! * هل حلت المحلية كل مشاكلها ولميبق إلا أكشاك الجرايد التى تقبح وجه المدينة وتطين عيشتها لتجتهد كل هذا الاجتهاد فى إزالتها من الوجود، أم ماذا هناك؟!

مناظير
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 9 أغسطس ، 2009


تعليق واحد

  1. دكتور زهير ..سلام

    فعلا السؤال ماذا هناك ؟؟ ما الجرايد دي بتجيب الشمارات والخبارات … ومشاكل الخريف … عشان كدة لازم تقيف !!! وبعد ايام حتظر ليك الشروط الجديدة للتصديق لاكشاك بيع الجرايد … وحتعرف ماذا هناااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك !!1