داليا الياس

شمعة


[JUSTIFY]
شمعة

بكل المعاني النبيلة.. وكل الأبعاد المعروفة.. لما يمكن أن تحدثه (شمعة) في قلب الظلام الحالك حين لا يكون هناك مناصا من العتمة التي تفرضها علينا الظروف الخارجة عن إرادتنا والتي لا يد لنا فيها.

والشمعة (نور).. والنور أمل ورشاد.. والأمل هو أن تؤمن دائما بأن غدا أفضل وأجمل.. وأنك تملك الطاقة اللازمة للتغيير وتستطيع أن تحقق ما تصبو له مهما تعثرت خطواتك دون أن تفقد أبدا إحساسك بالرضا والصبر الجميل.

والرضا.. هو أن تقبل بما كتبه الله عليك من ثوابت لا يمكن تعديلها أو تجاوزها.. ولكن يمكن التعايش معها بما تحققه من نجاحات موازية تصبح بمرور الوقت عنوان شخصيتك وشكل حياتك الذي يعرفه الناس عنك.

كل هذه المقاربات والعلاقات المتصلة ما بين النور والأمل والإيمان المطلق والرغبة في التغيير الإيجابي والرضا تجدها تمشي على قدمين حين تلتقي يوما بالسيدة الرائعة (نور) مدير منظمة (شمعة) لرعاية الأطفال مجهولي الوالدين أو فاقدي الرعاية الوالدية أو مجهولي النسب أو أيا من تلك المسميات التي تعنيهم في كثير أو قليل.. ولا يعلمون شيئا سوى أنهم خرجوا إلى الدنيا فوجدوا أنفسهم يكابدون الوحدة والحيرة ويحملهم وزر لم يرتكبوه ولا يعرفون شيئا عن مرتكبيه.. ولكنه للأسف يظل أبدا وصمة سوداء مطبوعة على جبينهم.!!

لهذا كانت (شمعة).. ومن قبلها (نور) التي استطاعت أن تقفز فوق واقعها المرير وتلتف حوله لتواجهه بكل شجاعة وتغيره كليا لتصبح إنسانا رائعا ومتميزا يشكل قيمة كبيرة في حياة الآخرين.

نجحت (نور) في التفوق الأكاديمي والتعايش مع المجتمع والصمود في المواجهة والدفاع عن حقها المشروع في الحياة.. وأنعم الله عليها بزوج نبيل يتقي الله ويعلم أن الإنسانية لا علاقة لها بالأنساب.. وأننا لا شأن لنا بما تفرضه علينا الظروف.. ولكننا معنيون بما عليه أخلاقنا وشكل تفكيرنا.. وهو ما تراهن عليه (نور).

وهي الآن تسعى حثيثا لتعيد تجربتها المميزة مع آخرين من الأطفال واليافعين الذين تناديهم (إخوتي).. ومن الفرص السعيدة أنني تمكنت من حضور محفلين كبيرين خلال العام المنصرم، أحدهما عيد الأم السعيد والثاني تكريم المتفوقين من طلاب المنظمة الذين حققوا نتائج دراسية مبهرة.. حق لهم أن يفرحوا بها فيشرح ضحكهم صدر السماء.

ودعوني أدعوكم ببركات هذا الشهر الكريم للتمعن أكثر في تجربة (شمعة).. والبحث عنها.. والتعرف عليها.. وبالضرورة مد الأيادي الكريمة البيضاء لدعمها ومساندتها ليتحول واقع الخطيئة المزري بإيماننا وتعاوننا إلى نماذج بشرية ناجحة ومستقيمة ومفيدة.

تلويح:

شكرا عزيزتي (نور).. فقد تعلمت منك أن أمضي بخطىً ثابتة نحو أهدافي ولا ألتفت لصغائر الأمور.. وصغار العقول.. وفقك الله وأعانك.

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي