أبشر الماحي الصائم

سيدي.. هل يصلح الجنوب شماعةً

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] سيدي.. هل يصلح الجنوب شماعةً [/B][/CENTER]

خصصت قناة الجزيرة أمس الأول برنامجها (ما وراء الخبر) لمناقشة تصريحات مدير جهاز الأمن الفريق محمد عطا.. بأن دولة الجنوب لا تزال تأوي المتمردين وتوفر لهم التشوين والإمداد والعمق الاستراتيجي.. على أن القوات المسلحة السودانية مضطرة لملاحقتهم داخل العمق الجنوبي و.. و..

من الطبيعي أن تستضيف القناة في مثل هذه الحالات ضيفين من الشمال والجنوب.. فكانا هما الأستاذ محمد الحسن الأمين والسيد أتيم قرنق.. ولكن لك أن تتساءل عن دور الضيف الثالث في مثل هذه المعادلة الجنوبية الشمالية الذي هو بامتياز كان الزميل الصحفي فيصل محمد صالح.. غير أن سرعان ما تجد الإجابة في ثنايا حديث الأخ فيصل ذاته، وهو يتحدث بأدبيات.. (على الدولتين).. بمعنى أنه محائد تماما في هذه القضية، ويقف على مسافة واحدة بين الدولتين السودانيين بل يرقى فعلاً لدور الضيف الثالث.. فبطبيعة الموقف السياسي الذي يتخذه الأستاذ فيصل محمد صالح.. غير مطلوب منه أن يساند موقف الحكومة في اتهامها دولة الجنوب مساندة وإيواء المتمردين.. كما لم يجرؤ في المقابل على مساندة الرفاق جهرا في حلقة مكثفة الأضواء.. وإن كان البعض يقول إن في مثل هذه المواقف يجب مساندة موقف الوطن الذي لا يقبل الحياد والخيارات الأخرى.. على أن الوطن أقوى وأكبر من الانتماءات الفكرية والسياسية.. غير أن القوم في بلاد النيل والشمس والصحراء والحركات المسلحة باتوا يختلفون على كل شيء حتى على الوطن نفسه !!

ومن جهة أخرى.. حقيقة يدهشك موقف السيد أتيم قرنق البرلماني الجنوبي.. الذي يعد واحدا من أولاد قرنق الأوفياء.. الذين يتحملون كبر ووزر الحالة التي وصل إليها شعب الجنوب الشقيق وترزح تحت وطاتها الدولة الوليدة.. فالرجل الذي يجلس على جثث وأشلاء شعبه المنكوب ويجثو على ركام دولته الفاشلة.. لا يزال على ضلاله القديم وطغيانه واتهاماته الباطلة تجاه هذه الدولة السودانية الأم الرؤوم.. التي ليس لها ذنب سوى أنها رعت وعلمت وصنعت وأعطت وما استبقت.. وهو يتصور أن كل القصة أن حكومة الخرطوم تهرب إلى الأمام وتحاول أن تجعل الجنوب شماعة.. سيدي أتيم وهل يصلح الجنوب في هذه المرحلة الحرجة أن يكون شماعة مجرد شماعة؟ لا يصلح جنوب الحركة الشعبية لتحرير السودان أن يعلق عليه آمال أو حتى أن يستخدم شماعة ثابتة لا تهتز الأرض من تحتها !!

يفترض أن التجارب والأحداث الثقال تعلم هؤلاء الإخوان الذين يخوضون وسط الدماء والأشلاء.. فلعمري إن لم يتعلم السيد أتيم قرنق وأمثاله من هذه التجارب والأحداث، فمتى يتعلمون؟!

لا تحتاج عنزان لتنتطحا في أن حكومة الجنوب تستضيف المتمردين وتوفر لهم كل الإمدادات وتستخدمهم أيضا في حربها الداخلية.. وسبق لقوات رياك مشار أن تمكنت منهم وأحدثت فيهم ما يشبه المجزرة، وهذا مثبت حتى من الأمم المتحدة!! وللحديث بقية بحول الله وقوته ..

[/SIZE][/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]