ويبيعونا نحنا ذاااتنا

توقع العبد لله أن لا يكف هاتفه عن الرنين غداة نشر مقاله الأخير الذي يرد فيه على ذلك النائب البرلماني الذ صرح بأنهم (كنواب) لم يسمعوا بأن هنالك مجرد شبهة أو تهمة عن فساد في البلاد ، وقد أوردنا له في ذلك المقال (فساد قديم لنج) له عامين وهو بيع (بيت السودان) بلندن معضضدين حديثنا (بشهادة بحث ) صادرة من سجلات الأراضي البريطاانية تثبت بالأرقام والأسماء والعناوين أن (البيت) قد تم بيعه ولم يعد ملكاً لحكومة السودان بينما (قروشوا) لم تورد إلى خزينة السودان !

وقد تجاوز سقف (عشم) الكاتب مسألة (الإتصالات الهاتفية) من المسؤولين والقيادات العدلية إلى إستدعاء الكاتب للتأكد من صحة الوثيقة التي بحوزته ولكن (للأسف الأسيف) كل ذلك لم يحدث (بل لم يحدث تكذيباً حتي للواقعة) ، ويبدو أن موضوع البيت (متفق عليه) كما موضوع (التحلل) الذي (تبخر) وكأنه شيئا لم يكن !
وتبقي مسالة إستباحة اموال هذا الشعب (الغلبان) بهذه الصورة (المستفزة) شيئاً محيراً في ظل وجود مثل هذا النائب (الهمام) الذي لم يسمع حتى بوجود شبهة فساد ! كما يبقي هذا السكوت العلني المطبق للمسؤولين بالدولة عن جرائم الفساد هذه شيئاً يندي له الجبين خاصة وهم ما فتئت (حلاقيمهم) تردد دون كلل ولا ملل أن (هي لله) !!
من الملاحظ أن مقولة (العارف ليهو فساد يجيبو بالمستندات) قد إختفت تماماً من خطب (الساسة) بعد أن إمتلأت الصحف والأسافير بالمستندات ، فتلك المقولة كانت تصلح لزمان كان فيه الفساد يرتكب (في حدود) وبايدي الحاذقين المهرة أما بعد ان صار الفساد متاحاً حتي لصغار الموظفين في مكاتب الولاة وسماسرة بيع مقتنيات الشعب (كبيت السودان) وخلافه فلم يعد إثبات الفساد (مستحيلاً) بل سهلاً ومتاحاً لكثرته ولعدم إكتراث من يقومون به (خايفين من شنو يعني) ؟
هي والله معضلة واي معضلة ومشكلة واي مشكلة أن يتم تحويل ممتلكات هذا الشعب الصابر المحتسب إلى جيوب وحسابات الأشخاص (عيني عينك) وبدم (باااارد) دون أن يرتفع صوت (مسؤول واحد ) مشيرا إلى التحقيق ومحاسبة الفاسدين .. ودون أن يفتح الله على احد من (نوام البرلمان) بكلمة ،ودون أن يرتفع صوت (الخطباء) والعلماء من أعلي المنابرمنبهين إلى أن هذا ليس من الدين وهم الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها لزيارة فنانة عربية للبلاد أو تسجيل لاعب كرة !
هل هنالك (حكومة) في الدنيا تصاب بهذه الحالة (الإنصرافية) تجاه قضايا نهب (ثروات) وطن ، ماذا يقول كل هؤلاء الذين يرفعون عقيرتهم أمام الحشود صائحين مللء فيهم بانهم ما جاءوا إلا لتطبيق الشرع ؟ أي شرع وقد كلت أقلامنا أن أوقفوا هذه الإستباحة غير المسبوقه للمال العام؟ أي إحترام يمكن ان تجدوه من المواطنين وهم يرونكم (عاملين نايمين) من قضايا النهب والتزوير والإحتيال (المثبتة والمعروفه)؟

ثم يسالونك عن الإنتخابات ؟ والفوز والمواصلة؟ وهل هنالك مواطن عاقل بالغ رشيد يقوم بالتصويت لحزب يتستر على الفساد والمجرمين واكلي قوت الشعب؟ مكتب الوالي مثالاً- ؟ إن قيام الإنتخابات في موعدها وفوز الحزب الحاكم هو شئ مفروغ منه (في كل الأحوال) ولكن العبد لله كان يعتقد أن يكون هذا الحزب حصيفاً وهو يقوم قبل الإنتخابات بحملة شعواء لا مداهنة ولا مواربه ولا تستر فيها بتقديم كل الوالغين في نهب اموال وممتلكات هذا الشعب (الغلبان) إلى منصات القضاء إظهاراً لتصحيح المسار المعوج وتنبيهاً للمواطنين بأن الحزب يرعي مصالحهم لا مصالح أعضائه ، ولكن يبدو أن (الحزب) متيقن تمام اليقين بان إنتشار الفساد والتستر عليه (حاجة ثانوية) لا تمنعه من حصد أصوات الناخبين وأن الناخبين سوف يقوموا بالتصويت لأعضاء (الحزب) عشان يكملوا الناقصة ويبيعونا نحنا ذاااتنا !!