فدوى موسى

إعياء تام!

[COLOR=blue][ALIGN=CENTER][SIZE=4]إعياء تام![/SIZE] [/ALIGN] [/COLOR]ماذا هناك؟ ضباب من الغيوم الداكنة.. غموض يكتنف الاجواء صباحية ليلية مظلمة.. وليلية تنفرج عن صباح باهت الملامح والتفاصيل.. من أنت ايها الأمل المفقود.. كيف يكون الحال بعدما ادمنت الحزن المتأصل في الأعماق المتجذر في الدواخل الغائرة.. أعلن الافلاس عن تحمل تبعات أي أمر يقودني إلى العدمية القحة.. دائرة الآمال تفتر عن ثغر تتلون أسنانه بصفار الوجع.. من أنت أيها الباحث عن وسط ركام الذات المرهقة وحطام الطموحات المتفتتة.. أنا هنا ولست هنا.. وأنا هناك ولست هناك.. أرنو إلى صفوة السماء وأحاذر حرارة الأرض ولهيبها ويغشاني أمل ضائع بانتشالك لي من وسط الأوجاع والاطلال.. إنتفاضة ترتعش في أوصالي ثم يخبو أمرها.. الأمس وأتحسس فيها جذوة بريق آت ولكنه لا يأتي.. أحاول أن أتعرف على الطريق إلى العبور والخروج فتخذلني المعابر والجسور.. فجة الموت تتكرر والموت لا يتأتى والحياة تأتي ضعيفة النبض والايقاع ميت الصوت.. حنجرتي لا تقوى على تحمل لسان مزمار الأمور.. والموات «اكلينكياً» على فراش الهوان مصير «شاروني» يتبدى ثم ينطفيء على زجاجات المعالجة واسعافات الامداد الوريدي.. وريدي.. أين يصب وريدي واوعيتي تعاني من هزال التغذية الانسانية لجفاف ينابيع الامداد والدعم.. تركت البحث عن الأرواء.. فالظمأ ممتد بلا حد.. آهـ.. هي حالة أعياء بلا شك ليست ظمأ أو جوعاً ولكنها الإعياء التام جاء إلى العمل مترعاً بالهموم يعاني من وعثاء الوصول للمكتب حيث لا ترحيل ولا رافع للقدم إلا هذه المواصلات العامة.. وصل إلى مدخل الموقع تلاقي وتصادف مروره مع رش الخفير للممر.. ناوش الخفير سائق الركشة بعدم المرور ولكن «الزين» من داخل الركشة أمره بالمرور.. فتجرأ «الخفير» وتعمد رشه «بالماء» فطارت طائرته وتعال صياحه «يا سلام.. ما تبقى إلا أنت لتمارس السادية.. و.. و…» كم أحس الزين بمرارة التصرفات الرعناء داخل موقع العمل مما جعله جاد التفكير في مفارقة هذا المدعو «الشغل».. «ما كانت رشة ماء».. دخل إلى المكتب وحالة الهياج في قمتها.. ما أصعب أن تبدأ يومك بمثل هذه المهاترات السخيفة.. الآخرون يرون أن الأمر قمة البساطة أيه يعني «الخفير رش الموظف بالماء.. وجعله مبتلاً كاملاً».. صحيح أن كان الأمر من باب «الهزار واللعب».. تجاوز الزين الأمر وهمهم في نفسه «الدنيا في شنو نحنا في شنو يا هو دا مخلينا وراء».. آخر الكلام.. حالات الإعياء تولد كثيراً من حالات عدم التحمل والاحتمال.
سياج – آخر لحظة الاربعاء 12/08/2009 العدد 1083
fadwamusa8@hotmail.com