نور الدين مدني

في سدني: عمل فردي مشبوه


[JUSTIFY]
في سدني: عمل فردي مشبوه

*واضح أن الحادث المؤسف الذي جرى في أحد المقاهي بسدني في استراليا أمس الأول، حادث فردي معزول ومشبوه، لكنه للأسف يصب في إتجاه الأفعال التي تهدف لتشويه سماحة الإسلام دين الرحمة والإحسان والكرامة الإنسانية.
* إتضح من التحقيقات الأولية أن الذي إحتجز المواطنين الأستراليين في المقهى كرهائن يدعي أنه ” المعالج الروحي” وله سوابق في جرائم تحرش جنسي ومتهم بقتل زوجته، مما يعني أنه يعاني من إضطرابات ذهنية ونفسية.
*هذا الفعل الإجرامي قصد صاحبه الإساءة للإسلام بالتلويح بلافته أوعلم به كلمات “الشهادة” باللغة العربية، بل طالب حسب بعض الإفادات التي بثت على الهواء في قناة “الحدث”بعلم داحش!!.
*هذا يؤكد ما ظللنا نقوله وننبه إليه منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011 بالولايات المتحدة الامريكية، أن الذين يدعون التشدد والتعصب في تدينهم، ويأتون بأفعال عنف وقتل تروع الأبرياء الامنين بزعم نصرة الإسلام .. الإسلام برئ منهم ومن أفعالهم الإجرامية.
*لم يكن غريباً هذا الإجماع من الأئمة الاستراليين وجميع المسلمين في إستراليا من مختلف الأجناس والإثنيات على إدانة وشجب هذا العمل الإجرامي، فهذا أمر طبيعي لأن أستراليا ظلت تهئ للمسلمين وغيرهم من عباد الرحمن من الديانات الأخرى دوراً للعبادة تتيح لهم ممارسة طقوسهم الدينية وصلواتهم فيها في ظل تعايش ديني بين مختلف الأديان في سلام وأمان.
*لست من أنصار إطلاق الإتهامات أوتعميم الأحكام على مثل هذه الجرائم الفردية المعزولة، لكن لابد من التبيه إلى أنها إنما تستهدف سماحة الإسلام الذي أخرج البشرية جمعاء من الظلمات إلى النور، ومازال ينتشر في كل ربوع العالم بالتي هي أحسن رغم كل المؤامرات التي تحاك ضده، وللأسف بمشاركة بعض المحسوبين عليه.
*نشهد بأن أستراليا إستطاعت عملياً عبر إحتضانها للمهاجرين من جميع أنحاء العالم بغض النظر عن أديانهم أو إثنياتهم أن تتحول إلى دولة عالمية يتمتع فيها الجميع بكامل حقوق المواطنة، ولا نريد لمثل هذه الأفعال الإجرامية المشبوهة أن تؤثر سلباً على “قوس قزح” النسيج الأسترالي المكون من كل ألون الطيف الإنساني عقدياً وإثنياً وفكرياً وسياسياً وجغرافياً.
*المطلوب الان محاصرة هذه الحالات الفردية الشاذة وحماية العالم من شذوذها وجنونها، وتكثيف العمل المشترك وسط كل مكونات المجتمع الأسترالي، خاصة من رجال الدين لتوعية الشباب والأجيال القادمة بقيم الخير والمحبة والإخاء والتعايش الديني والإنساني التي تزخر بها كل الأديان السماوية، خاصة الإسلام الذي ربط الإيمان بالله، بالإيمان بملائكته ورسله وكتبه دون تفريق بينهم، كما بين لنا القران الكريم أن الله سبحانه وتعالى إنما خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف ونتنافس على التقوى وعمران الدنيا دون أن ننسى العمل للاخرة.
[/JUSTIFY]

كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]