أبشر الماحي الصائم

ثلاثمائة مليار هدية لولاية للخرطوم


[JUSTIFY]
ثلاثمائة مليار هدية لولاية للخرطوم

كنت أمس الأول في زيارة لرجل الأعمال الشاب السيد عمر قرين بشارع السيد عبدالرحمن بالخرطوم.. وللذين يقرأون بتطرف وأجندة مسبقة.. لم تكن الزيارة لصفقة تجارية ولا نحن الآن بصدد الترويج لشركته التقنية الناجحة.. بعون الله ثم بجهده ومثابرته.. كان موضوعنا عاما، فعلى الأقل أنا هنا بصدد إعادة إنتاج وتوزيع فكرة أطربتني حد الطرب.. فاستأذنته لإنفاقها لحكومة ولاية الخرطوم لعلها تجد من يلتقطها.. فالحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها أخذها وعمل بها.. والفكرة بسيطة الطرح عميقة الأثر والمخرجات.. وهي تتعلق بثقافة إحياء مشروع (صندوق البريد) الذي أصبح في بلاد النيل والشمس والصحراء شيئا من الماضي.. فقد لاحظ الأخ عمر خلال تجربة أعماله بدولة الإمارات العربية أن كل الإجراءات تبدأ باشتراط إنشاء صندوق بريدي.. على أن كل معاملات المراسلات فيما بعد تتم عبر هذا الصندوق.. فعبر البريد تستلم دفاتر الشيكات المصرفية والجوازات بعد خدمة التجديد واشتراكات الصحف والمجلات والمطبوعات و.. و.. بحيث لا تستطيع أن تمارس أي نشاط إلا عبر صناديق البريد.. انتهت مساقات تفكير الأخ عمر في هذا الموضوع إلى الآلة الحاسبة.. بحيث اكتشف أن هذا الإجراء البريدي الذي نراه بسيطا يوفر مليارات الدراهم إلى مصلحة البريد الوطنية.. وذلك مما يحدث استقرارا في هذا المرفق المهم بتوفير سيولة هائلة جدا تفوق تغطية كل فصول مصلحة البريد.. فضلا عن أن ثمة ضرباً حضارياً وأمنياً بممارسة هذه الخدمة البريدية.. وأنت تتجه لصندوقك البريدي لاستلام وإتمام كل معاملاتك وخدماتك و.. و.. رأي الأخ عمر قرين أن ينفق هذه التجربة لحكومة ولاية الخرطوم.. بحيث تستطيع عبر إحياء خدمة صندوق البريد.. بجعله شرطا الزاميا لإنشاء أي نشاط تجاري.. تستطيع أن تصطاد عدة عصافير عبر البريد أولها المساعدة في توفير عشرات الآلاف من فرص العمل للشباب.. فضلا عن إحياء البنية التحتية البريدية السودانية الهائلة التي أصبحت أطلالا.. غير أن خدمة البريد تعد خدمة حضارية بحيث لا تزال الدول الغربية الكبرى فضلا عن الإقليمية تتمسك بها و.. و.. ونعود للآلة الحاسبة.. اللغة الحاسمة التي يفهمها الحكوميون.. فلو أن هنالك ثلاثمائة ألف اسم عمل بمسجلنا التجاري فقط.. فيمكننا أن نتحدث في هذه الحالة عن ثلاثمائة مليار جنيه عائداً من إيجار شهري لإنشاء صناديق البريد.. وذلك عبر فرض رسم إيجار زهيد جدا لا يمثل أي عبء على الشركات والأنشطة التجارية.. يضاف لذلك رسوم الدمغة البريدية على المعاملات ولا مجال هنا لأنصار الحكومة الإلكترونية للزعم بأننا بهذه العودة البريدية نخطو خطوة للخلف أو نرسخ لانتكاسة تقنية.. بل أين وصلت شركة سودابوست التي نهضت على ركام إرثنا البريدي التليد مع ذلك غير قادرة على مصارعة شركات ضخمة مثل الـ ((DHL.. ولنا عودة بحول الله وقوته.

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]