داليا الياس

شطِّفني

[JUSTIFY]
شطِّفني

# وقبل أن تفغروا أفواهكم دهشةً من هذا العنوان الغريب، أحيطكم علماً بأن هذا المصطلح ليس إلا اسماً معروفاً لموضة ملابس نسائية من نوع (الچيبات) أو (الإسكيرت) مثلما كنا نطلق عليها في ما مضى قبل أن نتعرض للغزو الثقافي ونتحول إلى كائنات مقلِّدة عمياء.

والشاهد أن الحياء قد نُزع عن كثير من فتياتنا والعياذ بالله، وللتأكد من ذلك يكفيك أن تخرج إلى الطريق العام وتراقبهن باهتمام لتلاحظ أن نسبة كبيرة منهن يلبسن ملابس غريبة لا تمت لـ (السترة) ولا للأناقة بصلة، إذ كيف تتوفر الأناقة في ملابس ضيقة وغير مريحة تكبل حركة صاحبتها وتظهرها (معسمة) و(مقسمة)!! ولا أعرف ما هو السر في إصرارهن على ارتداء (بلوزات) أصغر منهن لتقضي الواحدة كل وقتها في محاولة (مطها) لتغطي ما انكمش عن بطنها وظهرها على أساس أنا تستحي من كشف تلك المناطق! (طيب ما كان من الأول).

# وتلك البلوزة الصغيرة المحزقة بأياديها القصيرة تكون غالباً فوق (إسكيرت) تخشى صاحبته من تمزقه إن هي هرولت باتجاه المركبة العامة ـ في حال لم تجد ملح ـ أو حتى حاولت الجلوس في أحد البينشات ـ في حال كانت (فعلاً) طالبة جامعية ـ ورغم ذلك ترتديه ولا تتساءلوا عن الكيفية التي حشرت بها نفسها فيه.

وبعد كل هذا تضع إحداهن (طرحة) على رأسها، وبعضهن يحكمنها حول رؤوسهن وشعورهن بدعوى أنهن محجبات! (أجي يا بنات أمي)؟! (حجاب شنو البستر الراس ويكشف الساقين)!!

ربما يرتدينها فقط من باب (الموضة) أو إضفاء نوع من التناسق أو الإكسسوار، أو من باب الالتزام بمبادئ (الدولة)، إذ أننا (دولة إسلامية) على ما أذكر.. لهذا يتزايد الفساد ويربو في كل اتجاه وتأتي البنات والأولاد بتقاليع لا تمت للإسلام بصلة ولا يأتي بها حتى من هم على غير الإسلام.

# إن قضية المظهر العام قضية (عامة) تقع ضمن المسؤوليات المشتركة للحكومة والشعب، الدولة والمجتمع، البيت والشارع، ولكنها قبل ذلك مسألة تربية وأدب وإحساس وذوق خاص.

ولا أدري كيف تقبل الفتيات على أنفسهن الخروج بهذه المظاهر البشعة التي لا ترضي ولا تعجب، (أما المكياج) فحدث ولا حرج، ألوان صارخة ولوحات تشكيلية لإنسان لا يجيد الرسم، والعطور صاخبة وملفتة تدخل كل الخياشيم بلا تمييز، في تحدٍ سافر لوصايا الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وحتى الحقائب والأحذية دخلت المنافسة بأحجام وأشكال وألوان جديدة، وقد أضحكني جداً أن للبنات حقيبة يد كبيرة تتسع لكل شيء وتُعرف باسم (احتمال أبيت بره) في تلميح لي (ناس البيت) بمجرد وضعها على كتفها، وهذه تعتبر رسالة صامتة أو تنبيه لأن (ناس البيت) غالباً لا يتدخلون في تفاصيل حياة هكذا فتاة لأسباب لم أعرفها حتى الآن.

# المدهش في الأمر، أن الشباب والرجال الذين يعتبرون الشريحة المستهدفة لكل هذه الاجتهادات من قبل الفتيات لا يعجبهم كل هذا، وحتى أولئك الذين يبزون الفتيات أنفسهم في الألوان و(التساريح) والأزياء الغريبة والكريمات والجِّل الذين سنعود للحديث عنهم لاحقاً. حتى هؤلاء لهم نظرة سالبة تجاه الفتاة الكاسية العارية (المنكوشة المشخبتة)، وغالباً لا تكون علاقة أحدهم جادة معها ولا يأمنها على بيته وأولاده يوماً، لهذا نجد أولئك (المسكينات) يستحقن الشفقة لأن كل تعبهن ذلك يذهب أدراج الريح ولا يأتي بالنتائج المرجوة، علماً بأن الفتيات يجتهدن في الاهتمام بمظهرهن ومطاردة آخر التقليعات على أمل أن تظفر إحداهن بعريس ومن تقول غير ذلك فهي كاااااذبة!

# وبالعودة للمسميات المضحكة المبكية، نجد الى جانب (شطفني) ذلك الإسكيرت القصير نسبياً آخر اسمه (قطّعني الزلط)، لماذا لا أعرف، وآخر اسمه (الهمر) يتسم بالفخامة وغلو السعر، وآخر اسمه (….) وده (خليهو في سرك) أما البناطلين فحدّث ولا حرج، والعياذ بالله وبعد كل هذا لا نزال ننتظر منهم أن يكونن أمهات صالحات؟!

تلويح:

يا بنات.. خافن على روحكن.. أرحموها وأرحمونا.. يرحمنا ويرحمكن الله!

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي