السيد ضحية وجيل التضحيات

شن نشطاء موالون للجبهة الثورية هجوما عنيفا على مناسبة ذكرى استقلال السودان في الذكرى التاسعة والخمسين، وطالب ضحية توتو القيادي بحركة قطاع الشمال بالقاهرة بمقاطعة الاحتفالات.. وقال توتو في بيان وقعه ضمن عدد من مسؤولي الجبهة ونشطاء قطاع الشمال مساء أمس الأول الجمعة بالعاصمة المصرية.. قال إن السودان لم يستقل حتى الآن رغم مغادرة الإنجليز لأراضيه. واتهم توتو وبيان الناشطين من أسموه بقوى طائفية وعرقية باستعمار السودان. وتوعد توتو واصفا خروج الإنجليز بصفقة تمت لتكريس استعمار جديد لصالح أحزاب وجماعات، قال إن الثورية تحاربهم الآن في الحكومة الحالية و.. و..

* ليدرك أولا الشعب السوداني.. والحديث لمؤسسة الملاذات الجناح الفكري.. إن هذا الصوت هو صوت (الجبهة الثورية) الحكومة الافتراضية البديلة.. والتي ستملأ الأرض السودانية عدلا بعد ما مُلئت جورا!! الجبهة التي قتلت المواطنين في أبوكرشولا وقامت بتصفية مروعة على أساس اللون والقبيلة والعرق.. ولا زالت على ضلالها القديم الجديد.. فها هو السيد ضحية يخرج علينا بين يدي ذكرى ملحمة الاستقلال ليقول قولته الكفر بأن السودان لا يزال مستعمرا.. ولو أن الرجل قرأ جيدا ملحمة الاستقلال لأدرك – إن لم يدرك – أن كل السودانيين بجهوياتهم وإثنياتهم قد شاركوا في شرف رفع العلم على سرايا القصر الجمهوري.. وإن قيد هذا الشرف باسم الزعيم الوطني الباهظ إسماعيل الأزهري.. بحيث لم يكن الأزهري إلا بمثابة اللاعب الهداف الذي يحمل الرقم عشرة والذي تمكن من هز شباك الإنجليز محرزا هدف النصر.. إلا أن آخرين قد شاركوا في صنع هذا الهدف الأسطورة وساهموا بتمراريتهم المحكمة وتمرحلهم وانتشارهم في (الميدان الوطن) حتى سجل الهدف الأغلى في تاريخ السودان !!

ليخرج علينا السيد ضحية باستيكة باهتة من قاهرة السيد السيسي محاولا محو مجهادات جيل التضحيات ونضال جيل البطولات.. على أن الملحمة برمتها لم تكن إلا صفقة لنقل السودان من مستعمر لمستعمر آخر !!

وإذا تجاوزنا هذه الصواريخ الغادرة التي أطلقها مكتب الحركة الثورية من القاهرة.. فيفترض أن لانتجاوز المنصة التي انطلقت منها والتي بإمتياز هي قاهرة السيد عبدالفتاح السيسي التي لم تجف أحبار تعهداتها.. بأن عملا معاديا لن ينطلق من أراضيها بعد الزيارة الناجحة للرئيس البشير الأخيرة !!

فتصوروا لو انعكست الصورة.. على أن هذا البيان قد خرج من مكتب الإخوان المسلمون بالخرطوم.. كيف ستكون ردة فعل فضائيات رجال مبارك المصرية تجاه الخرطوم !!

وثمة شيء آخر في غاية الأهمية.. وهو أن بيان السيد ضحية يحمِّل فيما يحمِّل القوى الطائفية شريكاً في اختطاف الوطن واستعماره.. ولم تكن الطائفية والسودان القديم الذي يراد تصفيته إلا حزب الإمام السيد الصادق المهدي.. الذي تختطفه الجبهة الثورية هي الأخرى الآن لتعبر به جسر التغيير ثم سيكون أول ضحايا.. وعندي ثقة كبيرة بأن الإمام المهدي سينفض يده من هذه الجبهة متى ما استطاع خطاب الداخل أن يستوعبه وتاريخه وإرثه التليد ..