نور الدين مدني

هذا لا يحرمك من حقك في الحياة الأسرية


[JUSTIFY]*لم أكن أود الكتابة لك عن تجربتي الفاشلة في الزواج،لأنني تجاوزت فترة القلق العاطفي المرضي واستطعت بفضل الله سبحانه وتعالى وعون والدي تحمل مسؤولياتي تجاه إبنيي، وأن أوفق بين مسؤولياتي المهنية وواجبي تجاه رعايتهما.
*هكذا بدأت م.ج من السجانة رسالتها التي قالت فيها : التقيت بطليقي في الجامعة ونشأت بيننا علاقة جادة إنتهت بالزواج، رغم أنني لم أكن أعرف عنه وعن أسرته الكثير،عشنا سنوات الزواج الأولى “سمن على عسل” وأنجبت منه ولدين لكنني للأسف إكتشفت بأنه أصبح مدمناً على تعاطي المخدرات التي أثرت على سلوكه تجاهي.
*أصبح يمد يده علي ويضربني ويسمعني إساءات وشتائم بزيئة، صبرت عليه عسى أن يعود إلى رشده لكنه تمادي في عدوانيته تجاهي، لم أعد أحتمل، أضطررت لطلب الطلاق، رفض الطلاق وظل يعتذر عن سلوكه لكنه لم يتغير ، لذلك أصريت على طلب الطلاق .
*الحمد لله تعافيت تماما من الحالة المرضية التي سببها لي هذا الزوج العدواني وبحمد الله وفقت في تربية ولدي الاثنين وهيأت لهما حياة مستقرة ، أحدها انتقل إلى الصف الثالث أساس والثاني سيجلس لإمتحان شهادة الأساس العام الدراسي المقبل، رغم مشغولياتي المهنية التي تستهلك غالب النهار،لا أخفي عليك بدأت في الاونة الأخيرة أحس بقلق ذاتي وصراع خفي بين رغباتي ومستقبل أولادي، وأعاني من مخاوف من الدخول في تجربة زوجية جديدة.
*إنتهت رسالة م.ج التي إستطاعت تجاوز الحالة العاطفية المقلقة التي عانت منها عقب الطلاق، لكنها هذه الأيام- كما ذكرت – تعاني من صراع جديد بين رغباتها وحاجتها الطبيعية للحياة الزوجية وبين خوفها على مستقبل أولادها.
* أقول لها : هذه المخاوف طبيعية، خاصة قلقها على إستقرار ومستقبل أبنيها، لكن هذا لا يحرمها من حقها في الحياة الأسرية السعيدة ، وإذا كانت هناك فرصة لوالد الطفلين – خاصة إذا تعافى من الإدمان وعاد إليه رشده – فإنه أحق بها،لأن الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله دعا الزوجين المطلقين أن يراعيا الفضل بينهما، أما إذا سدت أبواب المودة والرحمة بينهما، فلا ينبغي إغلاقها أمام نفسها التي من حقها أن تعيش حياة أسرية سعيدة قائمة على المودة والرحمة والعلم المسبق والتفهم التام بمسؤوليتها تجاه إبنيها.
[/JUSTIFY]