أبشر الماحي الصائم

الانتخابات جاتكم

[JUSTIFY]قيل إن هنالك في غابر الأزمان كانت وفود تفتيش المدارس تستخدم عربة الكومر.. ذات العربة التي يستخدمها (ناس القروحة).. التطعيم حاليا.. وكان تلاميذ المدارس لا يخافون من شيء مثل خوفهم من ناس القروحة هؤلاء.. وكان هنالك مدير مدرسة ريفية غير جاهز لاستقبال مفتش التعليم بمدرسته.. لما اكتشف أن الكومر الذي يشق الرمال في طريقه لمدرسته لم يكن إلا كومر مفتش التعليم.. فعلى عجل جمع التلاميذ في فناء المدرسة وصاح فيهم، وهو يشير إلى عربة مفتش التعليم (ناس القروحة جوكم)، فهرب الطلاب من المدرسة ولم يبق أحد.. فوجد المفتش المدرسة خالية من الطلاب.. فقال المدير لتيم التفتيش.. عندما تقرروا في مقبل الأيام زيارة هذه المدرسة أخطرونا حتى نطمئن الطلاب أن هذا كومر التعليم وليس كومر ناس القروحة.. والشيء بالشيء يذكر.. أصبحت عملية الانتخابات عند بعض الأحزاب مثل (كومر القروحة) عند أولئك الطلاب.. فما ذكرت الانتخابات إلا وهربوا للأمام.. بل إن بعضهم لا يملك إلا إن يتحسس مسدساتهم.. سبحان الله.. حتى المسوغات التقليدية التي كانت تذكر بين يدي كل الانتخابات كاشتراط المراقبة الداخلية والخارجية وتوزيع فرص الدعاية وعدم استخدام أدوات الدولة من قبل الحزب الحاكم وغيرها من المطلوبات الانتخابية.. حتى هذه لم يتعرض لها أحد فقد تجاوزها القوم إلى خندق رفض الانتخابات وعدم الاعتراف بها ولو جاءت مبرأة من كل عيب !!

وفي المقابل إن الحزب الحاكم هو الآخر مصر على إجراء الانتخابات في موعدها تماما.. وذلك تحت مسوغات أنها استحقاق دستوري إن لم ينفذ في وقته سيدخل البلاد في فراغ و.. و..

غير أن خطورة هذا العزوف الانتخابي في المقابل يكمن في أن القوم في جانب المعارضة سيسلكون طريقا آخر للسلطة.. طريق بطبيعة الحال غير آمن وأكثر كلفة وسيدخل البلاد في تعقيدات جديدة، وهي التي أصلا ترزح تحت وطأة الأزمات المتلاحقة !!

ويذكر في هذا السياق نزوع بعض جماعات المعارضة وأطيافها في التنسيق مع الجماعات المسلحة، التي تتخذ من البندقية وسيلة لحسم أمر السلطة!!

وفي ظل إصرار الحزب الحاكم إجراء الانتخابات في موعدها تحت مبررات أنها استحقاق دستوري واجب النفاذ.. وبين رفض بعض فصائل وأحزاب المعارضة في المقابل مبدأ إجراء الانتخابات في هذا التوقيت وبهذه الموسوغات والكيفية.. بين هذا وذاك يكون الخاسر الأكبر هو الوطن والمواطن الذي يزعم الجميع بأنه يفعل ذلك لمصلحته.. وإلا هل سمعتم يوما أن هنالك حركة أو حزبا يفعل مايفعل ضد الوطن.. فالكل يفعل أشياؤه الباهظة بما فيها حمل السلاح وإشهاره في وجه الوطن لأجل الوطن ولا شيء غير الوطن !!

وهنا يتساءل العقلاء هل من طريق ثالث يمكن للوطن أن يسلكه ليتفادى طرق الحكومة والمعارضة المتقاطعين.. كنت أتصور أن حزب غازي صلاح الدين الإصلاحي يمكن أن يلعب هذا الدور الثالث بين المعارضة والحكومة.. غير أنه لم يتخلص بعد من كونه (حزب زعلة مضرية) نهض ليفش غبينة.. حاول المؤتمر الشعبي فعل ذلك لكنه لم يعد مؤتمنا من قبل المعارضة التي تنظر إلى خطواته الأخيرة كما لو أنها تكتل جديد لليمين أملته ضرورات الهجمة الإقليمية على الإسلاميين و.. و..!

اليوم التالي
[/JUSTIFY]