أبشر الماحي الصائم

جائزة الخرطوم في نسختها السادسة

[JUSTIFY]
جائزة الخرطوم في نسختها السادسة

من المقرر أن يشرف السيد رئيس الجمهورية حفل ختام فعاليات النسخة السادسة لجائزة الخرطوم الدولية للقرآن الكريم.. التي تقام مساء غد الثلاثاء بمشيئة الله بقاعة الصداقة بالخرطوم.. ويذكر أن فكرة هذه الجائزة المباركة قد نبعت كما زمزم في البيت العتيق بمكة المكرمة.. ذات جلسة مباركة بالحرم جمعت بين الفقيد القرآني الراحل الشيخ أحمد علي الإمام والشيخ المقرئ إبراهيم الأخضر.. فلقد التقط البروفسور علي الإمام.. رحمه الله رحمة واسعة.. قفاز الفكرة من تساؤل الشيخ الأخضر.. لماذا ﻻ تكون للخرطوم جائزة دولية للقرآن الكريم؟! فحال عودته للسودان طرح الفكرة مباشرة على معالي السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير.. فبذل لها فخامة الرئيس من مقومات القوة والديمومة والدفع ماجعلها تخرج للملأ على متن (قرار جمهوري) ملتزم وملزم.. ولتصبح أيضا تحت رعاية وإشراف رئاسة الجمهورية مباشرة.. ومن ثم حول الأمر إلى جمعية القرآن الكريم والتي بدورها قد أخذت كتاب الجائزة بقوة.. وكانت الجمعية ذاتئذ مؤهلة لحمل هذه الأمانة الكبيرة وهي قد فرغت من عمليات تأسيس قواعدها المتينة على أرض صلبة.. قواعد المباني وقاعدة المعاني.. غير أن جائزة الخرطوم قد تميزت على الجوائز الأممية الأخرى بعدة ميزات.. الميزة الأولى تتمثل في البذل والسخاء.. فربما كان السودان في هذا الضرب القرآني يعد أفقر دولة تبذل أثمن وأغنى جائزة.. وإن كان الثراء في هذا السياق يعد ثراءً قيماً وذات معاني، فكم من غني فقير بشحه.. وفي المقابل كم من فقير غني ببذله لكتاب الله.. غير أن جائزة الخرطوم قد اتسعت لتشمل كل قارات الدنيا بما في ذلك أمريكا الشمالية.. بل أصبح يفد إليها من خارج المتسابقين ولجان التحكيم من يود الاستفادة من تجربتها المتماسكة الثرة المتطورة عاما بعد آخر.. وليس أدل على ذلك من جعلها إدارة ثابتة قائمة بذاتها من ضمن إدارات الجمعية بدﻻ عن كونها إدارة موسمية.. وثمة قيمة أخرى هي أولى بالاحتفال من القيم الأخرى.. أعني قيمة الحيوية والانفعال والخشوع واستحضار هيبة ورهبة هذا القرآن الذي إذا أنزل على الجبال الصماء لجعلها تتصدع وتتفجر منها الأنهار.. فعلى الأقل إن القرآن الكريم في بلاد النيل والخلاوى والمسائد قد أصبح أمر دولة وشعب.. وأمة تنتقل به من أدب المدارسة والحفظ إلى قيمة الممارسة.. فعلى الأقل ثمة مقاربة قرآنية بين المؤسسة الرسمية والأهلية الشعبية.. على نقيض المفارقة عند الآخرين بين الحفظة والقراء ونصوص دواوين الأجهزة الرسمية و.. و..

سيدي خادم القرآن الكريم معالي السيد الرئيس.. ربما نجت بلادنا وتنجو بإذنه تعالى.. من حالات المرج والهرج التي أصيب بها الكثيرون من حولنا.. بفضل مصداقيتنا مع كتاب الله.. مدارسة وممارسة.. شعبية ورسمية.. ودستورا وقصدا ومقصدا.. ووجهة ووجاهة.. ومسلكا وسلوكا.. فبمزيد من الاستمساك تتماسك أمتنا السودانية وتكون كالصخرة في وجه الأعداء.. صخرة صماء أمام الأعداء وخاشعة متصدعة متدفقة أمام تنزل وتنزيل القرآن الكريم.. فهو حبل الله المتين.. هو الفصل وليس بالهزل.. من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..

[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائم
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]