فدوى موسى

بوخة برد!

[JUSTIFY]
بوخة برد!

الخجلة التي تنتاب بعض النسوة بعد أخذ حصة كاملة من التدفئة والرائحة الفواحة من (بند الدخان بالطلح والشاف).. تدخلهن في باب الحرص على عدم الخروج للناس بهذه الوضعية ..! الا لمن تحب المجاهرة بالأمر.. كان عليّ أمس الأول ان اودي واجب عزاء لاحد صديقاتي في عزيزة عليها مع اشتداد موجة البرد دلفت إلى منزل العزاء فوجدت وسط المنزل مبخر كبير.. مشتعل بالطلح والشاف ليس من باب الرائحة الفواحة بقدر ما هو للتدفئة خاصة والمقام مقام حزن وبكاء.. المهم سادتي موجة البرد «العابرة ان شاء الله».. كشفت عن اضمحلال استعدادنا لتحمل جنون المناخ اذ ما جن لحاله وانقلب إلى البرد.. أما حالات الخريف فانتم ادرى بتفاصيلها السنوية.. بحثت عن منهجية للتعامل مع هذه الموجة فوجدت انها لا تنفصل عن كونها بند من بنود محاولة التنظيم في ظل فوضى عارمة.. تحسست ألبستي فوجدت أن اختزل الأمر في «كوت جنيز» يحتمل البرد والحر فعرفت انني احي «الافريكانة» اكثر من اي توقع آخر لاأنواع الطقس والمناخ.. عند عودتي للبيت استبدلت فكرة اشعال الفحم الصامت بذلك النوع من الأخشاب الفواحة، وتركت ابنتي تتمرس على استنشاقه لعلمي انها لا ترى أن الافضل أن تكون هناك دفاية مثل المسلسل الاجنبي الذي تكثر من مشاهدة تفاصيله.

البرد هذه المرة أدخل البلاد في امتحان آخر على أثره عدلت مواعيد الجدول الزمني للدراسة، وازاحت عمر الحصص إلى الضغط والعصر.. فمتى يا ربي نجيد «الحوار مع البرد» اقصد الانفتاح عليه أو ربما الائتلاف أو التفاوض والشراكة الإندماجية معه.. المهم حالة البحث عن خارطة طريق للبرد أدخلتنا في نفق البحث عن «بيت الداية» والحلل شنو كما يقول أهلنا.

٭ صغيرتي والقبر

ما زال الحزن يلف دارنا بشكل لافت.. رغم امتثالنا لأمر الله العلي القدير في فقدنا لأخينا الأصغر.. تفاجأت بأن صغيرتي مع اخواتها لأختي قد سجلوا زيارة لقبر «خالو» كما يحلو لهم مناداته حين كان حياً بيننا.. حكت لي عن قراءتهم للقرآن، وانهن دعوا فأخبرتها أن الدعاء من المنزل ايضاً بذات الدرجة.. وإنما الزيارة للقبور للعظة والاعتبار.. فقد عبرت الروح لله ومبدأ ومنتهى الأمر.. اللهم رحمة واسعة وأدِمْ ما تمنى أن يدركه من نصر على مسيرة اخوانه في القوات المسلحة السودانية وشع بينهم الروح القومية وحب هذا التراب.. ويا ابنائي ليست هناك فوارق في نقل رقم قبره من «449» إلى «549» وسر ذلك الانتقال.

٭ آخر الكلام

البرد.. ومساء الشتاء اختلاجات حزينة.. وبعض من أمل وانفراج.. «كل شيء لله.. اعمالنا دي لله.. البردة دي.. لله..».
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]