عاصمة العطور.. تعطر بالبارود
بطبيعة الحال أن نتائج العمليات الانتحارية التي اجتاحت باريس عاصمة الحريات والعطور هذه الأيام.. لا ولن تكون بطبيعة الحال في خدمة الدعوة والدعاة، إذ تقدم نسخة دموية قاسية للإسلام والمسلمين في نظر غير المسلمين.. وربما نحتاج كما أحداث سبتمبر.. لأكثر من عقد من الزمان لنتجاوز تداعياتها.. غير أن ثمة رسالة قد وصلت فرنسا والأوروبيين في عقر دارهم.. بأنه كما تدين تدان.. على أن عمليات الموت والتفجير والترويع التي تقوم بها جيوشهم في أكثر من مكان في ديار المسلمين.. يمكن في المقابل أن تطالهم في عقر ديارهم كما حدث مؤخرا.. ولئن عاشت الإمبراطورية الفرنسية بضع أيام من الرعب، فقد عاشت الشعوب الإسلامية عقودا من الرعب والقتل والتفجير على أيديهم.. ولقد تفننت الجيوش الغربية في عمليات الفتك بالمسلمين عن بعد.. مرات من البحار وأخرى بطائرات من دون طيار.. فهم لا يريدون حتى أن يخسروا طيارا واحدا مقابل ألوف من المسلمين تزهق أرواحهم في غمضة عين ولا يرمش للمعتدين جفن!!
فلئن كان الغرب المصدوم يتساءل وبراءة الأطفال في عينيه عن الأسباب التي جعلت هؤلاء المسلمين يفجرون ويقتلون.. فلم يحتاج هو الآخر عندما يتدخل في ديار المسلمين ليفجر ويزرع الرعب أن يسأل نفسه هذا السؤال.. بل قد لا يحتاج لتوفير مبررات ومسوغات طالما نهض أصلا ليملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا.. على أن الإرهاب الذي يجيش الغرب له الجيوش ويعبئ له الحملات العسكرية الباهظة هو إرهاب إسلامي محض في عرفهم.. حتى غدت كلمة إرهاب مرادفة للمسلمين.. أما أن تنهض دولة الكيان الصهيوني وتدمر البيوت في قطاع غزة على رؤوس الأطفال والشيوخ والنساء فليس هذا إرهابا.. وعندما تفعل الشيء ذاته فرنسا في غرب أفريقيا فليس هذا إرهابا.. على أن الإرهاب حسب التوصيف الغربي أن يكون الفاعل مسلما.. غير أن محاكم بأكملها كمحكمة الجنايات الدولية قد نهضت لمحاكمة المجرمين المسلمين.. أما أمريكا وتل أبيب وباريس فهم غير موقعين على ميثاق روما الذي بموجبه أنشئت المحكمة الجنائية!!
ليعلم الغرب أن حيثيات هذا الظلم هي التي صنعت الشهيد أسامة بن لادن، الذي من أشهر خطبه.. أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بغير عمد لن يعيش الغرب الأمن إلا أن يعيشه المسلمون في فلسطين وجميع أرجاء بلاد الإسلام.. ولايزال هذا القسم ساريا بين أوساط القاعدة وبعض الجماعات الإسلامية الأخرى.. فلئن رحل بن لادن، فإن هذا الظلم حري بأن يصنع آلاف البنلادنيين.. والحال هذه.. يجب أن تستدرك الشعوب والأنظمة الغربية أن المسلمين ليس هم فقط المهاجرون من الشرق والذين يمكن ترحيلهم وأبعادها فحسب.. بل قد أصبح هنالك مسلمون غربيون دخلوا في دين الله أفواجا يحملون الجنسية والجواز الغربيين.. فإن تقاعس عن نصرة المستضعفين أولئك فقد أوكل الله لها مسلمين فرنسيين بريطانيين غربيين!! وكما الشاعر أحمد مطر.. أن رضيت أهلا.. وإن لم ترض فلترحل فرنسا عن فرنسا إن كان يزعجها الحجاب ..
[/JUSTIFY] أبشر الماحي الصائمملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]