إحاطة سوار بمعصم الجهاز
أتواصل هذه الأيام مع بعض الإخوان المغتربين من الذين حملوا الوطن على رؤوسهم وافئدتهم.. وهم يومئذٍ مطلعون ومعايشون لتجارب الجنسيات والجاليات الأخرى.. كيف أن تلك الدول تمتلك من العبقرية ما يجعل مقتربوها يتدفقون بمدخراتهم وأسهمهم للمشاركة في اقتصاديات بلادهم.. ونحن نمتلك من الغباء في كثير من الأحيان ما يجعل مغتربينا يهربون من حالات تقريش وطنيتهم ذلك بمراوحة محطة (دخلوها وصقيرها حام).
عندما لا نجيد مخاطبة هذه القوة الضاربة باللغة الملهمة الجاذبة.. أتصور أن في وجدان كل سوداني مغزى.. ما هنت يا سوداننا يوما علينا.. ففطرة المغتربين بيضاء ناصعة البياض وجهاز المغتربين أما أن يزيدها بياضا أو يسودها و.. و..
كنت أتعشم أن يتغير الخطاب على عهد الأخ سوار لنتجاوز معه ثقافة استقدام المطربين والمطربات عند مواسم الاستقلال والمناسبات.. لنخلف غداة الاحتفال أطنانا من الزجاجات الفارغة والأفكار الخاوية.. كنت أتمنى أن نعبئ الأفئدة بمشروعات ذات قيمة وعائدات تدعم الاقتصاد، وهذه أفضل هدية يمكن أن نقدمها للوطن في عيد ميلاده.. أما الغناء فلا يحتاج إلى عناء التذاكر والحجز على النزل من ذوات الخمسة نجوم.. (ومبروك عليك الليلة يانعومة).. ففضائياتنا التي بلغ غناؤها ما بلغ الليل والنهار.. جزاها الله خيرا.. هي تقوم بهذا الدور خير قيام، فنحن بفضل جهدها نقترب من حصد لقب (المليون مطرب).. ليصبح لكل ثلاثين شخصا مطربا حتى بتنا نخشى أن يأتي علينا اليوم الذي لا نجد من نغني له !!
* يا جماعة الخير نحتاج إلى بعض عبقرية ورؤية وروية تجعلنا ننتج من الأفكار الجاذبة ما يحعل مدخرات المغتربين تتدفق طوعا للمساهمة في مشروعات وطنهم كما يفعل الآخرون.. كفانا احتفالات ومهرجانات لا تقوى على إقامة مصنع ثلج أو مشغل تطريز !! وإلا فليعد هذا الدور كاملا إلى وزارة الخارجية وسفاراتها وقنصلياتها.. لكننا نعود ونستدرك بأن نعطي بعض فرصة وأمل للأخ السفير المجاهد سوار لعله يصنع بعض ثورة في جسد هذا الجهاز.. لمعالجة أمراض التخمة والترهل والروماتزيوم (عشرين إدارة) وقعود وعقود من العمل.. وليحيط سوار بجهازه إحاطة السوار بالمعصم.. نرجو ذلك.. نتابع ونفيد ..
[/JUSTIFY]