فدوى موسى

فك آخرو!


[JUSTIFY](هات من الآخر).. نداء مطلوب تنفيذه دائماً كأنه أشبه بنداءات الثورات الناهضة من بعد التشبع بالتفاصيل القاهرة للكرامة أحياناً، ومعذرة لسطوة القومة والقهر.. ويبدو أن الوصول لنهاية الأمور بات أقرب الحلول المطروقة.. فقد فكت الشعوب التي كانت تحت قبضات أمنية وبوليسية آخرها، وحققت خطوة نحو الانعتاق، وإن لم تصل بعد إلى منتهى ما ترنو إليه.. ربما تاهت قليلاً ثم مارست التوجه إلى المسار الصحيح من بعد جهد وليّ.. إذن نظرية أن تأتي من «الآخر» أصبحت محل اختبار للواقع الحالي مجابدة ما بين الفنون الممارسة على أعلى مستويات الحياة إلى أدناها، مقابل مسميات كثيرة مثل الحوار والتفاوض والجوديات.. ومرد الأمر الى أن هناك حالة من قنع فرضتها مجريات وخلاصات الوقائع المجربة، إن تركت لآخر ما يمكن الوصول إليه في أول جولة، إذن لا داعي للنثر والتنظير والطباق والجناس لاستدرار الموقف، بدءاً من مخاطبات الوجدانيات انتهاءاً بتبلور رأي نهائي متفق عليه.. فمتى يفك قادتنا آخرهم ويحلون الواقع بلا زيف ولا ألوان.. كأن يخرج علينا وزير الزراعة معترفاً بأننا لسنا سلة غذاء العالم، والأخبار تحمل تنبيهات بقلة مخزوننا من القمح أو غيره من محاصيل، أو يخرج علينا وزير الصحة ويفك آخر وزارته مؤكداً غلاء التشافي وغلاء الدواء، ويدعونا للمورينقا والقرض البشفي المرض.. أو أن تخرج علينا وزيرة التربية والتعليم وتطرح علينا أن العملية التعليمية محتاجة لإعادة برمجة ومحتوى أو يخرج علينا وزير ماليتنا، ويفك آخر وزارته ويعلن أنها فارغة وربما مقدودة.. وحتى نرتاح من دفق الكلام وطيشان التراشق والفلسفة في غير محلها، فالواقع الآن يحتاج للبدء من حيث الانتهاء.. على المستوى الشخصي لابد أن نطرح مشروعنا الخاص بتبني الصراحة والشفافية مع الذات «أن نحدد آخرتنا مع أنفسنا شنو» دون أن نزيف حقائقنا أو نحرف عيوبنا إلى نجاحات فاشلة.. ولو عدنا لذلك لعرفنا أنه برغم كل شيء نحتاج لموازنة ما بين الأول والآخر.. «أقول ليكم قولة فكوا آخركم وشوفوا آخرتها شنو.. بعدين فتشوا ليها إطار»..

٭ وهمة مواطن

والهذيان والضغوط يأخذان مآخذهما من المواطن المطلوب منه العيش بصورة محترمة في ظروف غير محترمة.. قدره المحتوم جعله المؤتمر بأمر الوظيفة، لا يعرف إلا أن يكون موظفاً.. لا يعرف دروب التجارة والشطارة.. المهم في الأمر أن المواطن السوداني «عبدو» بات يصحو وهو حالم بأنه إن لم يستطع أن يتعاطى بوعي مع المطلوبات اليومية عليه بحيلة الحلم والأمل والتخدير… وإن كان (عبدو) رب أسرة ما عليه إلا أن يحاول إدخال أسرته في مظلة الحلم هذه، حيث يعمد إلى إحياء مشروع الخيال في سلسلة حياتهم، يلخص ذلك في قوله لهم «يا ولدي غمض عينيك واتخيل عندك عربية، ومشيت بيها مكتبك وإنت جاي على البيت غشيت ناس جدك وجدتك..و…» ثم يردفها بقوله «أها قلنا كده عشان تذاكر دروسك بجد واجتهاد…»

آخرالكلام:-

سودانيتنا الحقة تدعونا الى أن نقف موقف متزن ما بين الوعي التام بالتفصيل وأواخر الأمور، دون أن نسرف في الخيال أو ننزعه من أدمغتنا المحتشدة بكثير تأمل ورؤية، حتى اللقاء ورونا آخركم شنو…

مع محبتي للجميع..
[/JUSTIFY]