فدوى موسى

العمال في القاعة


[JUSTIFY]في أدبياتنا السودانية الصميمة أن العمال «عرق وملح الواطة».. ولأنهم قوى وبأس تماماً كمعدن الحديد الذي ربط الناس بينه والعمل والعمال وعاصمة الحديد والنار لاعتبار خصوصية بدايات المناهضات العمالية للاستعمار والنضال الوطني الطويل.. وتمضي الأيام وقوفاً لليوم الاربعاء الرابع من شهر فبراير والبلاد اليوم تشهد فعاليات ختام العمل الثقافي العمالي الأول كأول مهرجان عمالي شهدت أصقاع البلاد المختلفة منافساته على المستوى الولائي المحلي، وصولاً للقطاعات ثم إلى الختام الذي تختتم فعالياته اليوم في ساعات مشهودة ليلتها بمسرح قاعة الصداقة الداخلي عقب صلاة المغرب بدعوة مفتوحة لكل البلاد، وأهاليهم ليشاهدوا ويسمعوا ماجادت به المنافسات العمالية لهذا المهرجان في شراكة ما بين الثقافة والنقابات.. لعل هناك أغنية أو قصيدة تفوز بالتصاق بالوجدان العمالي العام… إذن هلموا ذرافات ووحدانا للاستمتاع بليلة في حضرة عمال البلاد لعلها تقول وتحكي عن أشواق لعودة أصوات ماكينات المصانع وخضرة المشروعات «وفي الجزيرة نررع قطنا.. نزرع نتيرب نحقق أملنا».. أو حتى على مستوى الأغنيات البناتية في المناسبات الاجتماعية «العمال في عطبرة» «إذن اليوم في القاعة مساءاً»

٭ مرتب مصلح

تظل أجور العمال محور تفكير الموظفين والعمال إذ ما كانت هي المورد الاوحد الذي يمثل ميزانية أسرة ذلك المنسوب.. والحراك الدائر في دنيا الأسواق وانتفاخ غولها فإن مواءمة الأجر تصبح من أولويات السعي في المنظومة العالمية.. والدولة التي يجد فيها مسنوب العمل بالقطاع العام حقه من الكرامة والاحترام.. تنتاش هؤلاء كثرة الاحتياجات وقلة ما باليد خلال مسيرة يومية من المتطلبات الأساسية لأوضاع يظل فيه أمرهم في محكات دائمة تبدأ من مقابلة أمر المسكن والمأكل والمشرب والعلاج والتعليم، حتى التواصل الذي أصبح أمر مهماً في فواتير اليوم.. حرياً بهم أن يجدوا في دولتهم رفع العبء عن الكاهل بدلاً عن فكرة التلويح برفع الدعم عن المحروقات أو غيرها والتي تشاء قدرة الله تحفظهم منها في الفترة الأخيرة عقب انخفاضات اسعار البترول.. المهم هو ان قياسات مدى الرفاهية تبدأ من ساحات السعي قدماً في تخفيف تكاليف الخدمات الأساسية على هؤلاء الأجراء الذين يعملون مقابل مجهوداتهم الجسمانية أو الذهبية بمساندة من تطورات تقنية على أن يكونوا في مراقي تقيهم من الوقوع في الفخاخ والإحن والابتلاءات المتجاوزة لحدود الظروف التي تصل بهم للعداد ضمن أصحاب الحاجة المسيسة..

آخرالكلام..

بالتأكيد أي حكومة من مصلحتها أن تحسن أوضاع عامليها ومحركي دواليب الخدمات والسلع فيها بما تستطيع إليه سبيلاً.. «أها ياناس مهرجان الثقافة العمالي دا حيحكي ختامه عن معاناة وأرق هذه الطبقة إبداعاً أم أنه سيقصر في ذلك.. إذن إلى القاعة اليوم..

«مع محبتي للجميع»
[/JUSTIFY]