التعايش
كل تلك الحكايات وغيرها على كافة أصعدة العلاقات الإنسانية تحدث فقط لأن بعضنا لم يتقن فن التعايش.. ولم ينجح في تحقيق المعادلة الصعبة.. وإنزاله عمليا إلى أرض الواقع.
والتعايش – حسب تقديري الشخصي – هو المزيج السحري ما بين المحبة والصبر والتسامح. وهو المثلث الذهبي الذي يمكنك من تحقيق الكثير من السعادة والتوافق مع إنسان لا تحتمل مرارة خلافاتك معه! فيكون الحل الأمثل هو ضرورة تعايشك السلمي مع كل تفاصيله الغريبة وتصرفاته الأغرب. والتي تثير حفيظتك واستنكارك وقد لا تتوافق مع طبيعتك البشرية!!
ولكن بدلا من المحاولات المستميتة لتغيير الآخر والتأثير عليه من الأفضل المضي قدما في إتجاه احتماله والتعايش معه واحترام تركيبته المختلفه عنك لا سيما وأن الإنسان البالغ الناضج قد يستحيل تغيير طباعه وسلوكه وشكل تفكيره بعد ذلك! كما أنه لا يوجد علي ظهر البسيطة من هو علي تمام الكمال الإنساني والأخلاقى، أو فارس الأحلام الذي يشبه تلك الصورة النقية والمثالية الحالمة وربما الملائكية التي رسمناها في خواطرنا لشريك الحياة!!
لذا وجب علينا قبول الآخر كما هو.. وعلي علاته. علما بأننا بالمقابل لنا عيوبنا ومثالبنا وللآخرين ذات النظرة والتحفظات تجاه تصرفاتنا وأفكارنا ومظهرنا!
لن تنجح صداقاتنا ما لم نتعايش مع أصدقائنا ونتقبل تباينهم.. ولن تنجح قصصنا العاطفية إلا إذا أدركنا حقيقة أن الطرف الآخر لا يمكنه على الإطلاق أن يكون نسخة مطابقة منا.. وأن ردود أفعاله وتصرفاته قد لا تجيء أبدا وفق توقعاتنا ورغباتنا!
والأهم من كل ذلك.. علينا كنساء أن نستسلم لقناعة تامة بأن طبيعة الرجال الفيزيلوجية والسيكلوجية تختلف تمااااما عن طبيعتنا كسيدات.. وأننا مهما بلغنا من الكيد والدهاء والذكاء والقدرة على الاحتواء لايمكننا أن نصل لماهية الأسرار الخفيه للطبيعة الذكورية.. والعكس صحيح!
فالخلطة النسائية السرية ستبقي سرية.. ولن يستطيع أبرع الرجال الجزم بأنه سبر أغوارنا وعرف ماهية شعورنا وتفكيرنا.
إذاً.. تعالوا نتعايش.. ونتسامح.. ولا نقف طويلا عند الصغائر.. ونتجاوز خلافاتنا العارضه عن طيب خاطر.
دعونا لا نتربص للآخر.. ونلتقط هفواته.. ونستغل ضعفه البشري أحيانا.. ونستخدم كل ذلك في الهجوم عليه ومحاولة التقليل من شأنه أو هزيمته.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول الرحمة والمودة والسكن إلى ساحة للمعركة.. لا يشغلنا فيها سوى إلحاق الهزائم بالطرف الثاني أو الشكوى المستمرة منه ومحاولة إقناع كل الدنيا بأنه لا يستحق حبنا وشراكتنا.. لأنه ببساطه الإنسان الذي اخترنا طائعين الحياة معه في الوقت الذي كان فيه الخيار بأيدينا.. قبل أن يتحول لواقع ذي تبعات.
تلويح:
حين تقرر (التعايش) مع أحدهم.. فذلك يعني أنك لم تعد تستطيع (العيش) بدونه!!!
[/JUSTIFY]