جمال علي حسن

حين قطعت (هارف) قول كل خطيب


[JUSTIFY]الذين يحمِّلون الحكومة المسؤولية في فصل الجنوب ويقولون إنها استلمت السودان من حلفا إلى نمولي وفرطت في جزء عزيز من الوطن هؤلاء أنفسهم هم الذين يحرضون أهل جنوب كردفان والنيل الأزرق على المطالبة بالحكم الذاتي الذي يقود للانفصال الجديد..!!

والذين يحمِّلون الحكومة المسؤولية في الضغوط الحياتية التي يعيشها الشعب السوداني وتعثر عجلة النهضة والتنمية ومعاداة العالم والحصار والعزلة هؤلاء أنفسهم هم الذين تثور ثائرتهم الموتورة منذ أيام لمنع وتعطيل مسار تحسين العلاقات بين السودان وأمريكا ويستنكرون على الحكومة رغبتها في تحسين تلك العلاقات وتخليص البلد من الحصار الأمريكي اللئيم الذي انعكست آثاره على المواطن السوداني..!

ما هذا التناقض في مواقف هؤلاء؟ ولماذا تغيب الحكمة والقدرة على تقديم نموذج معارضة وطنية محترمة تحترم نفسها أولا ًثم تحترم الشعب السوداني وتستطيع السيطرة على مشاعرها وغبائنها بوعي وطني يميز بين مصلحة الوطن والمواطن ومصلحة النظام الحاكم؟..

الضجة الصاخبة التي تملأ الأسافير هذه الأيام بسبب زيارة وزير الخارجية علي كرتي لواشنطون كشفت عن تقديس غريب من هؤلاء لواشنطون وكأنها سيدتهم وقدوتهم المقدسة التي يربأون بها أن تتحمل أقدام علي كرتي..!!

هؤلاء الذين يزعمون أنهم هم المدافعون عن حقوق المواطنين وعن حال الشعب السوداني وعزته وكرامته وسيادته وحرية أهله يعتبرون أن استقبال أمريكا لعلي كرتي كارثة صادمة بنظرهم وأن وزارة كيري وهارف (المقدسة) لا يمكن أن ترسل دعوة لعلي كرتي..!!

لأن السيدة أمريكا لا يمكن أن تخذلهم وتتعامل مع نظام الإنقاذ.. هل هذه هي قضيتكم حتى نشهد كل هذا القلق والتوتر بمجرد أن وزير خارجية السودان قد زار واشنطون؟..

ها هي (هارف) تكمل الناقصة وتعلن رسمياً أن الإدارة الأمريكية قد قدمت الدعوة لبروفيسور غندور مساعد رئيس الجمهورية لزيارة واشنطون، بعزم من أمريكا على الانخراط في حوار هادف مع المسؤولين السودانيين حول حزمة من القضايا..

ثم تضاعف السيدة هارف وقع الصدمة وهي تقول إن زيارة غندور تأتي لاستكمال المباحثات التي ابتدرها وزير الخارجية علي كرتي في سياق مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين واشنطن والخرطوم، وأن اللقاءات ستشهد حواراً صريحاً لمناقشة تلك القضايا.

بإشفاق على حالة (البهدلة) والتوتر التي دهمت هؤلاء بسبب زيارات المسؤولين السودانيين لواشنطون أقول لهم أرجوكم ارتفعوا بمواقفكم قليلاً وميزوا بين مصلحة الشعب السوداني ومصلحة النظام الحاكم.. ولا تأخذكم غبائنكم للتشفي من حال الشعب وتصفية (زيته) عقاباً له على عدم الاستجابة لنداء الثورة.. دعوا الأمور تنفرج والعلاقات تتحسن ودعوا الشعب السوداني يتحرر من هذا الحصار الذي أنهكه..

قد يحترمكم المواطن السوداني لو أصدرتم تصريحاً وطنياً واعياً يقف بجانبه وينظر لمصلحة الوطن ويتجاوز النظرة الذاتية الضيقة والدنيئة لمقاعد سلطة لن تنالوها بهذه الطريقة أو ثورة شعبية افتراضية تريدون لها أن تندلع بأوامر أوباما أو تصريحات هارف أو غضبة هولاند..

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. التحية لك اخى وانتا تكتب صرخات فى زمن الصمت والتحيه لقلمك وانت تجاهد به من اجل جزء عزيز محتل من ارضنا والذى حتما سنعيده عندما يذهب هذا النظام الى مزبلة التاريخ ويعلم الاعداء المحتلين ان هذا الصمت ليس ضعفا من الشعب السودانى والذى تعرفونه جيدا!!!!!اكرر التحيه لكويجب ان نقف جميعا تحية لك