منصور الصويم

النساء الفضائيات


[JUSTIFY]يحكى أن الفضاء الذي لا حدود له امتلأ -بابتكار وتدرج- بالقنوات الفضائية؛ حتى صارت مساحاته البرحة تضيق بالقنوات المرتجة والضاجة والراقصة والمتزمتة والمصابة بفقدان اللياقة المهنية، ثم صار – بعد تمنع قصير – كل ساكني الأرض يمتلكون مؤشرات الفضاء الصغيرة، يحركونها في كل الاتجاهات الفضائية اقتناصاً للضاج والراقص والمتزمت والذي دون كل شيء، حتى صار الفضاء بنجومه (الجديدة) البشرية شاغل الناس ومتكأهم ولعبتهم الأثيرة.

وفي تلك البلاد التي تعرفونهاانطلت الحيلة وانشبك فيها الناس وخرجت للفضاء مزاحمة قنوات فضائية تغترف من هنا وهناك من تلك الأشكال الفضائية سابقة الذكر، وبرز معها نجومها ونجماتها وأمسك الناس بالمؤشرات.. وتفرجوا.

قال الراوي: على فضائيات البلاد التي تعرفونها؛ تزاحمت النساء الجميلات الرشيقات وأخذن يكثرن من الإطلالة على الناس بمؤشراتهم وأشواقهم لمشاهدة فضائيات بلادهم، كما – يضيف الراوي – صارت النساء الفضائيات فجأة عالمات بكل شيء، حيث صرن يحاورن الساسة والعلماء ولاعبي الكرة ونقاد المسرح والمارين (سااااكت) في الشارع، حيث كانت تُرى المذيعة (الجمييييلة) وهي ترمي بثوبها وراءً، وتظهر شعيراتها (الناعمات)، ثم تظهر مدى تناسق ألوان ثوبها مع لون فستانها ومدى تلاؤم كل ذلك مع روجها (وسائر مكياجها).. كل هذا وضيفها يتساءل في حيرة: (إنت بالضبط بتقصدي شنو؟).

قال الراوي: النساء الفضائيات حين يجدن أنفسهن محاصرات بضيوف شرسين يبدين متوترات ومرتبكات ولائذات بسماعات الأذن، يطلبن – كما يبدو – نجدة من معد السهرة أو مخرج البرنامج..

أو تراهن يهربن بنظراتهن صوب الأرض والضيف أو الضيفة يتسلم / تتسلم منهن زمام المبادرة وتصير المقدمة / المقدم بينما تتحول المذيعة إلى ضيف ثقيل عليه فقط أن يتناول المشروب البارد ويغادر الأستوديو.

ختم الراوي، قال: النساء الفضائيات في تلك البلاد التي تعرفونها يلجن الفضاء بكثافة جمالهن وضمور ثقافتهن، يربكن المشاهد لثوان ثم يدفعنه صوب فضاء آخر وقناة أخرى.
[/JUSTIFY]