فدوى موسى

يلا نخطط الدنيا!


[JUSTIFY]الهاشمية التي تأخذنا عندما ندخل في حالة دروشة آنية وشرقة حالة معينة هي ذاتها التي تأخذنا للانفعال اللحظي عند سماع (الكلام الكبار كبار) أو حتى عند الخضوع والتعرض لتوصيفات الحالات لآمال عراض حتى ولو كانت ممكنة.. الانفعال الذي ملأ قاعة التدريب في تلك اللحظات وموضوع الجلسات حول التخطيط الاستراتيجي الشخصي لمتدربات تمتلئ حياتهن بواقع مزاحم بالصعاب والشفاهة الفارطة للأعمال، الشيء الذي يجعل من فكرة التعاطي مع التسطير لكل صغيرة وكبيرة والرؤية والأهداف نوعاً من المجافاة حالما أن الظرف العام يتداخل مع الخواص، وتذوب حواجزه بلا فواصل.. نعم نحن قوم أقرب للارتجالية والهوشة، ولكننا مجاملون حتى النخاع ولو على حساب أشيائنا الكبيرة.. نعم نحتاج لجرعات مؤثرة لتراتيب الأولوية لحياتنا بدءاً من داخل حدودنا الشخصية الضيقة حتى الوصول لأعلى المستويات.. ولأن المؤثرات المحيطة دائماً ما تقعد بنا نحن أحوج ما نكون لإرادة قوية نحدد بها مسارات اليوم دقيقة بدقيقة.. وتبقى للمجاملة المساحة المحدودة جداً جداً تماماً كما يقول خبراء التخطيط فيما يلي صب الأولويات من وضع للحصحاص أولاً، ثم تتدرج الأحجام الصغيرة من الحجارة والرمل إلى صب الشكولاته تدليلاً على التراتيب الأولوية وفرقاتها وتموضعها.. إذن ليس ببعيد أن نخضع أنفسنا للفكرة والتسطير.. ويبقى المحك الحقيقي القائم كيفية التنفيذ.. أجمل ما قيل في الإطار إن من لم يخطط لمستقبله يخطط له الآخرون باعتبار انه سيصبح في برامج الآخرين مكوناً من مكونات تفاصيلهم وأشيائهم دون اعتبار لما يتسق مع برامجه هو، باعتبارها غائبة وغير مستحضرة.. والحقيقة أن هناك تخطيطاً ما تسير عليه حياتنا إن لم نفطن له أو فطنا ينقصه بعض التأطير والالتزام الزمني.. الأمر الذي يخلق الفوضى والارتجال.. عدت للمنزل وقلت لصغيرتي تعالي نخطط لأشيائنا… أنت أعملي خطة للمذاكرة كاملة الدسم للمحتوى والزمن، ودعي لي المراقبة دون أن تتضجري مني في الملاحقة والكلام.. ثم التفت لنفسي وقلت «طيب من اليوم نبدأ الخطط والبرامج.. واستدركت أنني كثيراً ما أنزل على رغبات خارج الإرادة وأزهد نفسي في مسيس حاجاتها.. فهل جاء آوان الالتزام والرجوع لبعض الذات.. أو قليل من الأنانية الممنهجة المخططة..»

آخرالكلام.. مسارات حياتنا.. بصمات معالمنا ونجاحاتنا بعض من اجتهادات رتبناها بلا تأطير مسمى، لكنه قيمي وجوهري ومؤسس، وإن كان به شيء من ارتجال وهوشة ولخمة.. فنحن بالفطرة هكذا.. فما بالنا لو أعملنا فينا منهاج العلم والمعرفة.. «وهمة كبيرة» …

مع محبتي للجميع..
[/JUSTIFY]