عبد الجليل سليمان

ويقول مأمون حميده.. ونأسف


[JUSTIFY]يقول الرجل، كما ابتدرنا أمس إن هجرة الكوادر الطبية المتنامية من البلاد لا تزعجه، وإنه (كلما هاجر فوج استبدلناه بفوج آخر)، ويقول الرجل أشياء كثيرة أخرى جارحة وصاعقة، ويقول غيره من المسؤولين الكبار، ذوي الوظائف السامية العليا، وذوي الأوسمة والنياشين التي تجعلهم أكثر الناس وطنية وذوي الثراء الفاحش والوجوه الدنيوية الناعمة، يقولون ما يشاءون، يلقون بالكلم على عواهنه، لأن (السامعين) بالنسبة إليهم محض (دواب) (صم بكم)، لو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم أفضل مما يقوله هؤلاء!

دعهم عنك، وأمض يا سيدي القارئ، وقل معي، يهاجر الطبيب، المهندس، الميكانيكي الفذ، السائق القدير، البناء الفنان، يهاجر الصحفي المحترف والمهني والمبدع، يهاجر المدرسون المثقلون بالخبرات، تهاجر النسوة إلى وظائف خادمات مختبئات تحت اسم (مربيات)، وتهاجر أخريات مؤقتاً بين طيات الحقائب (تاجرات شنطة).

قول مأمون: (كلما هاجر فوج استبدلناه بفوج آخر)، قول مؤلم، لذلك عندما قررنا أمس أن نتركه وشأنه، ليقول ما يقول، لكن في سياق الهجرة ذاته وقعت علينا بعض الأخبار وقع الصاعقة، فاحتشاد مئات المعلمين في صفوف طويلة أمام وزارة تنمية الموارد البشرية بغية الحصول على وظيفة في دولة قطر، أول أمس الثلاثاء ما أدى إلى إعاقة حركة السير بشارع الجامعة، هو ما أعادنا إلى عبارة حميدة التي اقتربت من الآية الكريمة (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) صدق الله الله العظيم .

الأمر ليس كذلك بالضبط، إنما نحن هنا لنقارب (العنجهية) الرسمية في مواجهة المشاكل الحقيقية التي تمر بها البلاد، وكثيراً ما كررنا أنه ليس مطلوباً من المسؤولين أن يطلقوا عنان ألسنتهم في كل صغيرة وكبيرة، ثم يأتوا ليبلعوا ما صرحوا، أو ينكروه إنكاراً غير حميد على طريقة (انتزع من سياقه) السخيفة والباهته.

الأمر، هو أن عجلة الإنتاج توقفت، بعد أن وضع الطفيليون والمطففون و(الطفابيع) بحسب مصطلح (بشرى الفاضل) الشائع، أيديهم على مقدرات البلاد، فاستولوا عليها وأحالوها صعيداً زلقا، فصارت كل أوجه الحياة خراباً، الصحة والعلاج والتعليم والزراعة والغابات و… و…. وإلى جدلية (الجسور والجقور) الشهيرة.

توقف الإنتاج وغياب الإرادة الحقيقية للخروح بالبلاد من ظلمتها الراهنة إلى نور محتمل، أصاب المواطنين ـ خاصة الكوادر والخبرات منهم ـ بالإحباط الشديد.. إحباط تزيد من وطأته تلك التصريحات غير الضرورية والتي تشبه ما كانت تُطلق عليه (نساء الحِلة) في قديم الزمان وسابق العصر والأوان (المكاواة)، لكن الراهنات ترفعن عنه جراء كسبهن (الثقيل) من التعليم والمدنية والتحضر.

أسفي، على التعليم، أسفي على التنمية البشرية، وأسفي على هذه البلاد حين أنعيها وكأني بي آراها الآن (على حدباء محمولة).
[/JUSTIFY]


تعليق واحد

  1. هرمنا من شخصنة الامور مأمون حميدة رجل مسؤول خدم البلد ويخدم اختلفنا او اتفقنا دعوا الناس تعمل الصاح ولا تبحثوا عن الشهرة ع ظهورهم ببممجوج الكلام ياخى البلد زمان الدواء بالحرجل والقرض والجردقة والببسى حار من العربية سيبو الناس تعمل