نور الدين مدني

قبل أن تبت النيابة في شأنهما

[JUSTIFY]*عرفت البشرية السجون والمعتقلات منذ قديم الزمان، وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في سورة “يوسف” بمحكم تنزيله كيف سجن لأنه رفض الاستجابة لرغبة امرأة ملك مصر التي راودته عن نفسها، وربما من هذه القصة سارت المقولة المعروفة “يا ما في السجن مظاليم”.
*في السودان يحفظ تأريخ السجون والمعتقلات دخول رموز وطنية إليها، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر إسماعيل الأزهري ومحمد عثمان الميرغني وسيد أحمد الحسين والصادق المهدي و عبد الرحمن نقدالله عبد الخالق محجوب ومحمد إبراهيم نقد والدكتور حسن الترابي.
*من الحالات النادرة في تأريخ السجون والمعتقلات في السودان دخول محمد عثمان الميرغني السجن أوائل عهد الإنقاذ، ليس لمكانته الدينية وإنما لأن آل الميرغني عرفوا بأنهم مسالمون بطبعهم وسلوكهم، وقد اشتهرت نصيحة منسوبة للسيد علي الميرغني لأبنائه أن لا يدخلوا أيديهم في العصيدة الساخنة حتى تبرد.
*من الحالات الطريفة في تأريخ الاعتقالات في السودان حالة إعتقال الدكتور الترابي في بداية عهد الإنقاذ الذي اعترف أنه بنفسه قرر أن يذهب للسجن حبيساً، لذلك لم يكن من المستغرب أن يشكره رفاق الاعتقال على مجاملته لهم وأن يخرج إلى إخوانه كي يلحق بهم.
*نقول هذا بمناسبة ماجرى للمعتقلين هذه الأيام فاروق أبو عيسى وأمين مكي مدني وفرح عقار الذين إعلن منذ أن تم اعتقالهم بأنهم اعتقلوا بسبب توقيعهم على وثيقة “نداء السودان” وحدثت تداعيات كثيرة وأخبار أكثر إلى أن فاجأنا الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل رئيس القطاع السياسي لحزب المؤتمر الوطني باتهامات جديدة ضدهم.
*قال رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني إن فاروق أبو عيسى وأمين مكي مدني كانا يعملان لتشكيل خلايا في العاصمة والولايات لتخريب الانتخابات المقبلة ومنع الناس من الذهاب للاقتراع، وأن قضيتهما لم تعد لدى جهاز الأمن وإنما أمام النيابة.
* لن أخوض في هذه الاتهامات التي أعلنها د مصطفى عثمان ضد أبو عيسى ومدني، لكن يبقى السؤال أين الادارت القانونية في الدولة وبأي صفة يعلن الدكتور مصطفى هذه الاتهامات وكيف تم تعديل الاتهام من التوقيع على وثيقة نداء السودان إلى تشكيل خلايا لتخريب الانتخابات المقبلة قبل أن تبت النيابة في شأنهما.[/JUSTIFY]