نور الدين مدني

لماذا العنف وكراهية الآخر ؟


[JUSTIFY]*في ظل سطوة الحياة المادية وقسوتها تراجعت الروحانيات وسماحة النفس وازدادت مشاهد العنف والكراهية والجريمة وتبلد المشاعر تجاه الآخرين، لذلك قل الانفعال بما يجري في العالم من حولنا داخل السودان وخارجه.
*نحن من جيل كان ينفعل بالأحداث ويتفاعل معها داخل السودان وفي العالم أجمع، وسط مشاعر إنسانية نبيلة تجاه الآخرين الذين بين ظهرانينا وفي العالم من حولنا، بعيداً عن مظاهر العنف والجرائم الغريبة التي انتشرت في مجتمعاتنا بلا رحمة ولا إحساس.
*لا نريد ظلم الأجيال الحالية ولا الأجيال الصاعدة، بل نقدر ظروفهم الصعبة التي جعلتهم يعيشون في داخل أنفسهم وهم يعانون من القلق والاحباط والخوف على مستقبل ضاقت فيه فسحة الامل في حياة حرة كريمة.
*هدفنا الذي لم نحد عنه التنبيه لسطوة الحياة المادية وضعف المشاعر الانسانية الحميمة داخل الأسر، خاصة بعد انتشار الوسائط الالكترونية التي قربت المسافات آلياً على حساب التواصل الانساني الحي، و أصبحنا لا نكاد نحس بالجرائم البشعة التي تحدث في مجتمعاتنا و في العالم من حولنا.
*على كثرة مظاهر العنف وتمدد الجرائم ضد الانسانية بأسباب ومبررات مختلفة، فاننا لن نمل الدعوة للسلام والمحبة والاخاء وإحترام الآخر بكامل حقوقه في بلادنا وفي العالم أجمع بعيداً عن كل أنواع الكراهية والعنف .
*لسنا من أنصار تصنيف الجرائم اللا إنسانية ولا تصنيف من يرتكبونها، اللهم إلا هؤلاء الذين يقترفونها عن قصد تحت رايات اختاروها بإرادتهم، لكننا نؤكد رفضنا لكل جرائم العنف والقهر ومحاولة إقصاء الآخر أو تهميشه بأي مبرر من المبررات.
*نقول هذا بمناسبة الجريمة البشعة التي حدثت قبل أيام في كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية وراح ضحيتها ثلاثة من الطلاب السوريين كانوا يدرسون طب الأسنان والهندسة المعمارية أرداهم قتلى أحد جيرانهم.
*كما ذكرنا لن نتوقف عند المبررات، خاصة عندما يكون المبرر تافهاً مثل ذلك الذي قيل أنه تم بموجبة قتل هؤلاء الطلاب بدم بارد في كارولينا الشمالية” الخلاف بشأن صف السيارات!!” فهذا مبرر لا يصدقه عقل، لذلك نحن أقرب لرأي أقارب القتلى الذين قالوا إن ما حدث جريمة كراهية.
*هذا ما أكده فارس شقيق القتيل ضياء شادن بركات لهيئة الاذاعة البرطانية عندما قال إن جارهم غريغ استيفن الذي أطلق النار على الطلاب كان قد هدد شقيقه وحضر عدة مرات الى المنزل وهددهم بأن لديه بندقية، مما يعني أنه كان قد بيت النية مسبقاً لقتلهم.
* أردنا هنا تأكيد موقفنا الثابت ضد الكراهية والعنف مهما كانت الأسباب والمبررات، وسنظل نسعى ونعمل من أجل تعزيز السلام والحب والاخاء الانساني والتعايش الايجابي مع الآخرين في السودان وفي العالم أجمع.[/JUSTIFY]