منصور الصويم

التنقل عبر الزمن وإبدال الجلود


[JUSTIFY]يحكى أن موجة من الأعمال الدرامية في السينما والمسرح والتلفزيون اشتغلت على فكرة الزمن من خلال اختراقه، إما عودة إلى الماضي أو رحيلا صوب المستقبل، وتنوعت بالطبع الوسائل الدرامية حبكة وآلة في كيفية تنفيذ الانتقال، سواء من خلال الدخول في حالة غيبوبة نتيجة حادث ما، أو من خلال ما عرف بـ (كبسولة الزمن) أو سيارة الزمن، أو عن طريق السحر أو الأحلام والعمليات الجراحية (قرنية العين – مثلا) وغيرها من الإبداعات الدرامية التي تعطي للعمل الفني بعدا تشويقيا مهما. وفي هذه الأعمال – كما هو معروف – يذهب البطل لتعديل وقائع ما، حدثت في الماضي أو ستحدث المستقبل بهدف تعديل مسار الأحداث وتصويب (التاريخ) إن كان البطل خيرا أو تشويهه أكثر إن كان (شريرا).

قال الراوي: في الواقع وبعيدا عن السينما والأعمال الدرامية يحاول البعض أيضا العودة بالزمن أو القفز عبره لتعديل مسارات الأشياء، وخلق وقائع وأحداث لم تحدث أو استخدام (استيكة) لمحو ما حدث بالفعل، وبعكس الدراما لا يحتاج هؤلاء هنا إلى آلة تساعدهم في السفر الزمني، أو إلى غيرها من الوسائل الأخرى، بل إن كل الذي يحتاجونه هو القفز في الوقت من المناسب من (عربة الزمن) الحقيقية وإبدالها بعربة أخرى حتى يتحقق لهم التعديل والتبديل المناسبين قبل أن يتوقفوا في إحدى المحطات للظهور بالـ (نيو لوك) الجديد قبل مواصلة الرحلة الزمن- تاريخية.

قال الراوي: المجال الحيوي الأمثل – بالطبع – لهذا الأداء السحري في التنقل الزمني وأفعال الإبدال والإحلال في مواقف وسلوكيات البشر هو السياسة التي تعج أصلا بالبشر ذوي التلونات الضفدعية سريعة التكيف. في هذا المجال ودون كبير عناء تركب تلك الآلات ذات القدرة على الانتقال اللحظي بين حقبة وأخرى؛ تجد من كان عدوا بالأمس صار صديق اليوم ومن كان حليف الأمس صار (كل الكل) اليوم.. فالزمن طيع، وإبداله هين وردم التاريخ يتم بين نومة وصحو دون أن ترمش عين لأحد.

ختم الراوي؛ قال: القفز الزمني في الواقع من عربة إلى أخرى أثناء مضي القطار أو في لحظاته توقفه القليلة، يتيح للبعض ولادة جديدة وحياة جديدة ليس فيها شيء مما مضى وانصرم. فالزمن قد تعدلت أحداثه وطمرت ذاكرته إحلالا!

استدرك الراوي؛ قال: لكن، في نهاية الفيلم تضاء الأنوار ويعود المشاهد إلى الواقع!
[/JUSTIFY]