التنقل عبر الزمن وإبدال الجلود

قال الراوي: في الواقع وبعيدا عن السينما والأعمال الدرامية يحاول البعض أيضا العودة بالزمن أو القفز عبره لتعديل مسارات الأشياء، وخلق وقائع وأحداث لم تحدث أو استخدام (استيكة) لمحو ما حدث بالفعل، وبعكس الدراما لا يحتاج هؤلاء هنا إلى آلة تساعدهم في السفر الزمني، أو إلى غيرها من الوسائل الأخرى، بل إن كل الذي يحتاجونه هو القفز في الوقت من المناسب من (عربة الزمن) الحقيقية وإبدالها بعربة أخرى حتى يتحقق لهم التعديل والتبديل المناسبين قبل أن يتوقفوا في إحدى المحطات للظهور بالـ (نيو لوك) الجديد قبل مواصلة الرحلة الزمن- تاريخية.
قال الراوي: المجال الحيوي الأمثل – بالطبع – لهذا الأداء السحري في التنقل الزمني وأفعال الإبدال والإحلال في مواقف وسلوكيات البشر هو السياسة التي تعج أصلا بالبشر ذوي التلونات الضفدعية سريعة التكيف. في هذا المجال ودون كبير عناء تركب تلك الآلات ذات القدرة على الانتقال اللحظي بين حقبة وأخرى؛ تجد من كان عدوا بالأمس صار صديق اليوم ومن كان حليف الأمس صار (كل الكل) اليوم.. فالزمن طيع، وإبداله هين وردم التاريخ يتم بين نومة وصحو دون أن ترمش عين لأحد.
ختم الراوي؛ قال: القفز الزمني في الواقع من عربة إلى أخرى أثناء مضي القطار أو في لحظاته توقفه القليلة، يتيح للبعض ولادة جديدة وحياة جديدة ليس فيها شيء مما مضى وانصرم. فالزمن قد تعدلت أحداثه وطمرت ذاكرته إحلالا!
استدرك الراوي؛ قال: لكن، في نهاية الفيلم تضاء الأنوار ويعود المشاهد إلى الواقع!
[/JUSTIFY]