[JUSTIFY]عندما لاحظ الضابط المعاشي أن الثلة التي كان يجلس قريباً منها في مناسبة عزاء ما، قد أسرفت في الحديث السالب والناقد عن شخصية تنفيذية كبيرة في عهد ما من عهود الحكم الوطني الممتد من لدن أول حكومة وطنية رأسها الأزهري والى زمان الإنقاذ هذا، تداخل في الحديث وقص عليهم حكايته مع هذا المسؤول الكبير. قال عندما كنت طالباً حربياً بالسنة الثانية بالكلية، كان أن تم قبول من تغلظون في انتقاده الآن طالباً بها ضمن دفعة من الطلاب الفنيين، وكان هذا الطالب على عهد الطلب بالكلية على درجة من السذاجة والغشامة تقترب من حد (العوارة والهبالة)، وعلى (هبالته) هذه كان كثير التذمر والضجر والشكوى من برامج الكلية التدريبية الشاقة ما جعله محل سخرية من زملائه قبل التعلمجية، وذات مرة يقول الضابط المعاشي ضبطت هذا الطالب المستجد يحمل أغراضه داخل (بقجة) كبيرة ويحاول الهروب من الكلية، فصرخت فيه (ثابت) وأعدته الى العنبر، هنا صرخت الثلة بصوت واحد (ليتك تركته يهرب لقد ارتكبت في حق البلد جرماً كبيراً بإعادتك له).. تداعت الى ذهني هذه الحكاية عند مطالعتي لإجابة الأستاذ عبد الله زكريا أحد أبكر من انضموا لتنظيم الإخوان المسلمين بالسودان، على سؤال صحيفة “الصيحة” له حول علاقته بالترابي، قال الإخواني السابق ومؤسس حركة اللجان الثورية والكاتب المستتر لكتاب القذافي الأخضر، قال فيما قال رداً على السؤال إنه كاد مرة أن يلقي بالترابي من شباك الغرفة التي كانا يتقاسمان السكن فيها ابان دراستهم الجامعية ، لولا أن هرع بعض الطلاب الذين سمعوا الضجة فأنقذوه، هنا بدا لي أن من اطلعوا على هذا الحوار ووقفوا عند هذه الجزئية قد انقسموا الى فريقين، فريق جاءت ردة فعله على غرار ردة فعل تلك الثلة في الحكاية المار ذكرها، بقولهم تعليقاً على حكاية قذف الترابي التي لم تتم (ليتك كنت قذفته لكنت أرحت البلاد والعباد من بلوة مسيحة)، فيما تصورت أن ردة فعل الطرف الآخر قد جاءت على هذا النحو (الحمد لله الذي غل يدك من قذف هذا العالم النحرير والشخصية الكارزمية الفذة).
غير أن أبرز ما يمكن استخلاصه من الحكايتين أعلاه، هو أن بعض الظروف والأحداث ولا أقول الأقدار التي تمر بالإنسان، يكون لها أكبر الأثر في تغيير مسار حياته وصناعة مستقبله، اما الى الأفضل أو الى الأسوأ، فمن ذلك مثلاً أن يجتهد شخص ما في تخطيط ورسم مسار محدد لحياته فإذا بظرف ما أو حادث ما يمر به من حيث لا يحتسب؛ يبعثر كل ما رسم وينقض كل ما نسج من أمانٍ وأهداف، والعكس صحيح وعلى ذلك قس، فماذا مثلاً لو كان عبد الله زكريا نجح في إصابة الترابي بعاهة كبيرة على الأقل أو لو كان نجح في مسعاه بعدم ضمه للتنظيم، وماذا لو كان ذلك المتنفذ الكبير قد نجح في الهروب من الكلية الحربية ولم يعده اليها زميله (السنير) عليه.[/JUSTIFY]
دا كلام ما منو فائدة وكلا الحكايتين ليست بذات قيمة الا ان الصحفيين لا يحدون ما يكتبون فيعودا لكتابة مثل هذه القصص التى تعتبر من الترهات التى لا تسمن ولا تغني من جوع وارجو ان يتجه اصحاب الملكات الكتابية الى الكتابة فيما هو مفيد للقراء .