الطاهر ساتي

الشد والجذب .. و.. القانون ..!!

[ALIGN=CENTER]الشد والجذب .. و.. القانون ..!! [/ALIGN] ** وكأن البلد لم يشبع بعد من الفتن ، تطل في الأفق ملامح فتنة أخرى لابارك الله من أيقظها..وللأسف ما يحدث بين الرابطة الشرعية للعلماء والحزب الشيوعي يحدث تحت سمع وبصر أجهزة الدولة الرسمية المناط بها حفظ الأمن وتأمين أرواح الناس وممتلكاتهم من نار الفتن باتباع وسائل الوقاية .. لسنا بحاجة إلي المزيد من الحرب ، علما بأن الحرب أولها كلام ..ودائما ما يكون كلام ما قبل أي حرب شبيها بالكلام المتبادل منذ أسبوع ونيف بين رابطة العلماء والحزب الشيوعي ..!!
** للدولة محاكم ذات قوانين ، وهى المناط بها مهام فض أي خلاف و حل أية قضية ..وما حدث بدار الحزب الشيوعي من تراشق بين بعض شباب الحزب بالجريف غرب وبعض شباب مسجد الجريف غرب ، ليس مكانه صحف الإثارة ولا قاعات الاستقطاب ، بل ماحدث من تجاوز عكر صفو أمن المجتمع هناك يجب أن يعالج بعدالة في مكاتب النيابات وقاعات المحاكم وفق ما تنص عليه مواد دستور البلد والقوانين المنبثقة عنها ، بحيث الرأي العام من الجاني ومن المجنى عليه ..!!
** نعم للعلماء والشيوخ أدوار معلومة ومهمة يجب أن يؤدوها في مجتمعهم ، ولكن تلك الأدوار مهما بلغت عظمتها فان لها حدودا يخططها وينظمها دستور البلد والقوانين المتفق عليها رسميا وشعبيا ، إذ لايحق لعالم أو شيخ أن يكفر بعضا من الخلق ويأمر بحد الردة عليهم بلا إحم أو دستور..وكذلك لمناشط الأحزاب السياسية وخطاباتها حدود يخططها وينظمها ذات الدستور والقوانين المعمول بها ، ولايحق لأي حزب أن يتهم بعضا من الناس بالتطرف والإرهاب وينسبهم للقاعدة ليؤلب عليهم غضب العالم والرأي العام ..!!
** وبذرة الحدث هناك غرسها البعض الشيوعي ، بحيث ماكان عليهم أن يقصدوا المسجد بمنشوراتهم ودعواتهم ، وهم أكثر الناس علما بأن المساجد ليست مكانا للسياسة ، وأن الحزب وبرنامجه وكوادره غير مرحبين فى ذاك المسجد تحديدا ، بل : مكروهين عدييييل ..فلماذا مارس الحزب نهج الاستفزاز الذي لايولد فى النفوس الكارهة له ولفكره غير الغضب والبحث عن رد الاعتبار بأية وسيلة ..؟..لقد أخطأ الحزب بوضع تلك البذرة ..ثم ما كان على شباب المسجد أن يقصدوا دار الحزب لرد الاعتبار بوسيلة مخالفة لدستور البلد والقوانين المتفق عليها ..كان عليهم الاكتفاء برفض دعوة الحزب ومقاطعة داره ، وهذا حق مشروع ..ولكن ما ليس مشروعا هو تواجدهم بدار الحزب ، ولو لم يتواجدوا بها لما حدث ماحدث ..هكذا ..الحزب الشيوعي بادر بالخطأ ، ولكن شباب المسجد عالجوا الخطأ بخطأ آخر …!!
** على كل حال ..القضية في مخافر الشرطة ، وكل طرف فيها يؤكد احترامه لمسار القضية واستعداده لتقديم المرافعات والدفوعات التي تبرئ موقفه وتكشف زيف موقف الآخر ..أي وضعا الكرة في ملعب الدولة وأجهزتها النيابية والقضائية ..وعلى أجهزة الدولة أن تتحلى بالمسؤولية وتذهب بهذه القضية إلي آخر المطاف بلا أية مؤثرات سياسية أوغيرها، علما بأن فى بسط هيبة القانون تتجلى قدرة الدولة على سد الثغور التى تتسرب منها الفتن ..هكذا يجب أن نرسم المسار الصحيح للناس في بلدي ، بحيث يسير في مسار به سياج محكم من القوانين المنظمة للحياة ..فأخرجونا ، بالله عليكم ، من الاحساس بالضيق في دولة الغابة إلي رحاب حكم دولة القانون ..والديمقراطية المرتقبة ما لم تجد دولة القانون هذه ، فانها ستتبرج بحيث تصبح فوضى فاجرة .. ويومها سوف يتمنى شعبنا العودة الي عهد الدولة الشمولية ، أو كما يتمنى حال أهل العراق اليوم …!!
إليكم – الصحافة الاثنين 31/08/2009 العدد 5813
tahersati@hotmail.com

تعليق واحد

  1. الاخ الطاهر .0..سلامات

    نشكرك مرة اخرى … ان لاختلاف الرأي ادابا يجب علينا كسودانيين ان نتعلمها … ونروض انفسنا على تقبل الرأي الاخر مهما كان بعيدا منا … فالاخوة في الحزب الشيوعي حسب ما ذكرت اخطأوا بممارسة نشاطهم في المسجد هذا الذي يعلمون انهم غير مرحب بهم فيه … وفرص ومجالات العمل السياسي متعددة وفي غير هذا المسجد بالتأكيد في هذه المنطقة … فلماذا الاستفزاز ؟؟؟ ثم ان الاخوة في الرابطة بتكفيرهم للشيوعيين حتى وان كانوا يصلون حسب ما علمنا ايضا كان خطأ اكبر من الاحتمال واحزننا اكثر … لان الامر ارتبط هنا بالعقيدة … واستباحة دماء الناس .. واخذ سلطة القانون باليد .. وكل ذلك هو الطريق المفضي الي الفوضى … لا يعقل ان نعالج الاخطاء باخطاء اكبر منها … اين الحكمة لدى الطرفين ؟؟ نأمل ان تعمل الجهات القانونية على تطبيق القانون وابراز هيبة الدولة ليعيها كل طرف …