تفشى ظاهرة العنف ضد الرجال
انتفت مقولة «المرا كان بقت فاس ما بتكسر الراس» ودهشة ركاب مركبة عامة تتكسر أمام صفعات «امرأة» في اربعينياتها في وجه «كمساري» لئيم، قطيم على حد وصفها وهي تصنفه لفظاً وصفعاً صباح امس باحد خطوط مركبات النقل جنوبى الخرطوم..! المشاجرة بسبب «005» جنيه لم يعدها «الكمساري» للمرأة فأخذت حقها بيدها، الأجاويد في كذا «حالات» يهدئون من روع الخلاف ويبقى في القرف ان تستسلم لصفعات «المرأة» وان تجاوزت «الأعراف»!
الحادثة فتحت كوة التساؤلات في تفشي عنف المرأة ضد الرجل تحديداً في التجمعات العامة، مستخدمات الأيدى وكثيراً ما يستخدمن حقائب اليد كمعينات عنف ضد الرجل «الكمساري» ويمسح من على وجهه آثار المعركة قال انها لم تكن المرة الأولى التى يتعرض فيها لعنف – انثوي – ينتهي فيظنونه محتالاً فتنهال عليه الضربات..
لا تقتصر الظاهرة على – المركبات العامة – فأسرار البيوت تضم عدداً من – المسكوت عنه – في عنف المرأة غير المستحسن التلميح به أو المجاهرة فيظل طي كتمان شديد..
حادثة شهيرة بقبة البرلمان لم تمض عليها سنوات كثر، فمسرى حديث عن ذكرى رجل من اليسار، لم تمررها أرملته أو لم تمرر حديثاً – قانونياً – في حقه مرور الكرام فأخذت حقها في التعقيب بيمناها ويسراها.. طغى – العرف – على القانون فاستسمحها!
فاطمة عباس «45 عاماً» عزت موضوع لجوء المرأة للعنف اللفظي والمادي الى الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، فالمرأة بطبعها ردة فعلها عنيفة في حدوث اللا متوقع، غير ظاهرها الرقيق، البعض منهن يستصحبن مشاكلهن الأسرية الى القطاع العام «المواصلات – العمل – الدراسة» وتظهر بعض السلبيات في التعامل مع الآخر تصل الى حد المشاجرة.. وتصل حديثها ان في – الاصل – ان لا تتخلى المرأة عن وداعتها خصوصاً في التجمعات العامة وهنالك اساليب اخرى لحل معضلاتها الحياتية دون اللجوء للعنف..
زوج – استحسن تجاهل اسمه – ربط الأمر برمته بمجتمعات معينة قوامها الفقر وقلة العلم والوعي وارتباطه بـ «السلوك» مباشرة، حتى انه يصل جرائم جنائية في بعض الحالات ولم يستبعد في القريب الآجل قيام جمعيات لمناصرة الرجل ضد عنف المرأة «لمن ينادون بالمساواة»..
الباحثة النفسانية والاجتماعية الأستاذة سمية عبدالرحمن حسب تحليلها لعنف المرأة ضد الرجل ارجعته الى تغيير في النمط السلوكي المجتمعي وضعف القيم المرتبطة بضعف البيئة الاجتماعية، وينعكس ذلك على مستويات وأبعاد سلوكية، فالسمات الانسانية أخذت طريقها الى العد التنازلي، بدءاً من المظهر العام – غير اللائق الذى يعبر عن عنف بصري اجتماعي وانحرافاً على مستوى الذوق العام، مروراً بالأسرة – مشاكل الأزواج امام الأبناء، فتأثير الموروث المجتمعي للتعامل بين الأزواج يريده الزوج كما عصر جده وتريده الزوجة تعاملاً معاصراً مقاربة في الحقوق والواجبات مما يحتدم معه الخلاف..
أضف الى ذلك الضغوط الاقتصادية وتفشى ظاهرة العدوان اللفظى البشع في الطريق العام دون رادع وتحت سمع المارين.. والهروب من المنزل الى الطريق العام بغضبك يؤدى الى الانفعال لأقل مناقشة في الخارج.. ظاهرة عنف المرأة ضد المرأة أو الرجل في «العامة» يعود الى اسباب «خاصة» أهمها ظاهرة عدم التوافق المجتمعية اضف اليها ضغوطاً اقتصادية..!
الخرطوم: حسام الدين ميرغنى
صحيفة الراي العام