فدوى موسى

ترطيبة!

[ALIGN=CENTER] ترطيبة! [/ALIGN] دخل الى المكتب والمكيف يخلق جواً مغايراً لما هو بالخارج.. برودة تحدث عن نفسها.. تبعد شبح القلق من الحر في هذا الشهر الفضيل.. (عبده) أدمن «التلبد» في المكتب طيلة أيام شهر رمضان، بل صار لا يخرج من المكتب إلا على مقربة من موعد الإفطار، مضيفاً بذلك أربع ساعات الى الزمن الذي يفترض أن يغادر فيه المكتب ويغلق المكيف.. ولأنه قد دخل في ثوب التعبد والتوجه للروحانيات أحس بضرورة أن يفتى له في موضوع بقائه بعد ساعات العمل الرسمية تحت هذا المكيف.. «عبده» اجتهد في إيجاد من يفتي له في ذلك الأمر، وفجأة وجد ضالته عندما استمع مصادفة منهم داخل المكتب لذلك الشيخ وهو يفتي عن ذات الموضوع بالتلفزيون قائلاً: «إن الأصل في الأمر أن يستأذن صاحب العمل.. فإن أذن بذلك جاز له البقاء والإستفادة من (ترطيبة الجو) من باب الإعانة على الصيام».. لكن (عبده) يعمل في مؤسسة عامة صاحبها هو هذا الشعب المتجرع لحرارة الجو و(عفانة الطين الخريفي).. ولكي يستطيع تجاوز هذه النقطة.. ذهب صباحاً للسيد المدير مستميحه عذراً بأن يبقى حتى المغرب بالمكتب ولم يجد السيد المدير حرجاً في تجويز ذلك على الأقل من باب أنه يفعل ذات الأمر.. ومنذ تلك اللحظة وعبده يحس بأن ما يقوله عين الحلال والمستباح، بل أصبح يدعو بعض أقربائه للحضور اليه للإستفادة من «الترطيبة» و«كتل الوقت» بمزااااج.. فيا «عبده» قبل أن تستأذن من مديرك لهذه الترطيبة أجب على هذا السؤال: هل كنت تبقى بالمكتب قبل هذا الشهر كل هذا الزمن من أجل العمل؟ آخر الكلام: معظم «المستهبلين» يجدون مخارج لهم من أجل تفادي الحر وسخونة الجو في هذا الشهر تحت ظلال وساتر الإذن من رؤساء العمل.. ولكنهم يحتاجون للإذن من ملايين من شاكلة محمد أحمد البسيط عندما يستغلون ترطيبة المؤسسات العامة.
سياج – آخر لحظة الخميس 10/09/2009 العدد 1114
fadwamusa8@hotmail.com