فدوى موسى

الخصوصية في البيت!!

[ALIGN=CENTER]الخصوصية في البيت!! [/ALIGN] كثير من الأسر السودانية تعاني من مشكلة إيجاد أي فرد فيها لحيز من الخصوصية، وذلك تحت وطأة مساحة المنزل وتصميمه، الأمر الذي يحتم اجتماع أكثر من فردين في غرفة واحدة، والأمثلة كثيرة كأن تجد أسرة كبيرة جداً تقطن غرفتين فقط مما يجعل المنزل طارداً للبعض وملاذاً غير آمن للآخرين ودائماً ما يجد الذكور خاصة، الإمكانية للمخارجة عبر المكوث الطويل مع الأصحاب الذين يتوفر عندهم قدر من الخصوصية والراحة.. ربما يرى البعض أن الأمر لا يستحق الطرق.. ولكن لو تأنى هؤلاء ونظروا للأمر بعين الإعتبار لوجدوا أن الأمر مزعج جداً.. تخيلوا معي فرداً لا يجد خصوصيته في المكان الذي يفترض أنه ملجأه للإستراحة من عناء اليوم الكامل من الجري والسعي، والخصوصية قد تكون محصورة في إمكانية ممارسة هوايات بعينها كالقراءة والكتابة والرسم والغناء وربما الإستماع لبرامج تلفزيونية أو إذاعية أو تصفح النت في الأوقات التي تناسب كل فرد حسب إيقاعه الداخلي.. عزيزي القاريء لا تنزعج إن وجدت نسبة كبيرة جداً من أبناء هذا الوطن يقعون فريسة لهذا الأمر المزعج.. ومن هنا نجد أن البعض يحاول في حدود الإمكان زيادة التوسعات في البيت كعمل «العرايش والرواكيب والفواصل» التي توفر نوعاً من التمددات والتوسعة وتترك حيزاً قليلاً للخصوصية.. أو قد يحتال البعض بتحديد جزئية من المنزل للضيوف وجزئية «كمكان للمذاكرة»، أما ممارسة بعض الهوايات قد تكون من المستحيلات للبعض. آخر الكلام: الظروف وحدها هي التي تحدد شكل وخريطة منازل الكثيرين دون اعتبار لعدد أفراد الأسرة.. والخصوصية في المنزل بالنسبة للبعض مطلب أساسي كما الماء والهواء.. ويتجاوزها البعض «حوامة ودواحة» كما يقول البعض «فلان دا كرعين ساي» ومعناها «حائم في كرعينه»، فهل من معالجة باستقطاب الهوايات والإبداعات عبر مؤسسات الأحياء والمساكن.
سياج – آخر لحظة الجمعة 11/09/2009 العدد 1115
fadwamusa8@hotmail.com